بعد تولي نواز شريف سدة الحكم في باكستان، بدأت الحكومة الباكستانية بمسح الغبار عن ملف العالمة الباكستانية الدكتورة عافية صديقي التي دفنها الزمن منذ عهد الرئيس الجنرال المتقاعد برويز مشرف المتهم بتسليمها إلى السلطات الأميركية والتي تخضع لعقوبة السجن في الولاياتالمتحدة مدى الحياة. وبعد طلب تقدمت به أسرة عافية صديقي إلى حكومة نواز شريف بدأت الجهات المعنية الباكستانية بإعداد ملف متكامل حول كيفية استعادة العالمة الباكستانية من السجون الأميركية، وذلك على أساس اتفاقية تبادل المجرمين المتوقع توقيعها بين باكستانوالولاياتالمتحدة قريباً. وإذا نجحت حكومة نواز شريف في إعادة د. عافية صديقي إلى باكستان فإنها ستكمل مدة سجنها المتبقية في موطنها باكستان. وأشارت التقارير الباكستانية المتعلقة بقضية عافية صديقي، إلى أنه وحسب شروط المعاهدة المرتقبة، سيكون من اللازم على الحكومة الباكستانية بأن تعترف خطياً بثلاثة أمور حول القضية، وهي: - أنه قد تم اعتقال د. عافية صديقي من أفغانستان، ولم يقم الرئيس برويز مشرف بتسليمها في عهد حكومته إلى السلطات الأميركية بعد اختطافها من مدينة كراتشيالباكستانية ومن ثم إلى الولاياتالمتحدة مروراً بأفغانستان. - أن عافية صديقي حاولت قتل ثلاثة جنود أميركيين في أفغانستان، وأنها لم تتعرض للاغتصاب والتعذيب في السجون الأفغانية على يد الجنود الأميركيين. - أن عافية صديقي إرهابية، وأن العقوبة التي حددها القضاء الأميركي في حقها صحيحة، وعليها أن تكمل بقية فترة سجنها في باكستان. ووفقاً لاتفاقية تبادل المجرمين المتوقعة بين باكستانوالولاياتالمتحدة، فإنه لن يسمح بتبادل المجرمين الذين لم يحدد القضاء المحلي في البلدين عقوباتهم، بينما سيتم تبادل المجرمين الذين حددت عقوباتهم. وتعتبر قضية الدكتورة عافية صديقي إحدى أهم القضايا الثائرة في باكستان منذ عهد الرئيس الباكستاني السابق الجنرال المتقاعد برويز مشرف، وكانت أسرة عافية صديقي وعدد من المنظمات الحقوقية قدموا طلبات إلى حكومة الرئيس آصف علي زرداري بشأن استعادة صديقي ولكن بدون جدوى، وبعد وصول نواز شريف إلى سدة الحكم في باكستان بدأت القضية تثار مرة أخرى مع تجاوب شريف لطلب أسرة عافية.