يشغل رجل شرطة أمضى معظم سنوات عمله في محاربة الفساد والتلاعب المستشري في نظام الدعم منصب وزير التموين في مصر وهو القائم على توزيع الوقود والدقيق المدعوم الذي يلتهم ربع ميزانية الدولة. وكان اللواء شرطة محمد أبو شادي يشغل من قبل منصب رئيس مباحث التموين بالوزارة، وقد أدى اليمين القانونية أول من أمس ضمن الحكومة المؤقتة التي تدير شؤون البلاد في اعقاب عزل الجيش الرئيس السابق محمد مرسي. وقال محللون إن تعيين أبو شادي يشير إلى رغبة في تقليص الفاقد في وقت تسعى فيه مصر لخفض عجز الموازنة الذي تفاقم منذ الاطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك في 2011. وقال جون سفاكياناكيس الخبير في مركز الخليج للابحاث "أراه دليلا على احكام الدولة قبضتها..يريدون سد الثغرة في شبكة التموين " . ويهدف نظام الدعم للحفاظ على استقرار أسعار الغذاء والوقود وهي مسألة حساسة في أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان البالغ 84 مليون نسمة. ولكن الدعم لا يذهب لمستحقيه وأصبح أكثر كلفة نتيجة زيادة عدد السكان وارتفاع الأسعار العالمية. وتختفي ناقلات محملة بالسولار بعد مغادرتها مستودعات وقود تابعة للدولة وينطبق نفس الشيء على الخبز إذ تباع المنتجات المدعومة لمزارعين يستخدمونها كعلف للحيوانات لانها أرخص. ويكلف دعم الوقود الدولة أكثر من 90 مليار جنيه (13 مليار دولار) سنويا ومن المتوقع أن يسجل دعم الخبز مستوى قياسيا عند 16.2 مليار جنيه في السنة المالية 2012-2013، ومصر أكبر دولة مستوردة للقمح في العالم. وكانت حالة الغضب من عدم انتظام امدادات الوقود عاملا اساسيا في خروج احتجاجات حاشدة دفعت الجيش لعزل مرسي، ويقول اقتصاديون كثيرون انه ينبغي ان تخفض مصر الدعم كي يزدهر اقتصادها الا ان مثل هذه الخطوة تلقى رفضا شعبيا شديدا. ويخلف أبو شادي باسم عودة الذي ينتمي لجماعة الاخوان المسلمين وكان ابو شادي ترك منصبه في وزارة التموين العام الماضي، وأبو شادي من مواليد القاهرة ودرس الاقتصاد، واشتهر أبوشادي بمحاربة التهريب والسرقة لكن الحال في وزارة التموين تظهر انه نجاحه كان محدودا. وقال سفاكياناكيس ان خبرته الشرطية ستساعده على تحديد ضباط الشرطة الفاسدين الذين يغضون الطرف عن مبيعات الوقود في السوق السوداء وفرض اصلاحات ضرورية وإن كانت قاسية مع سعي الحكومة لفرض اجراءات تقشف لدعم الاقتصاد، وتابع "ربما ينجح لواء شرطة في سد الثغرة." على صعيد متصل، شهدت منطقة القرنة غرب الأقصر بجنوب مصر أمس اشتباكات قبلية تفجرت بسبب تصاعد أزمة الوقود والصراع على أسبقية الحصول على البنزين. وشوهدت سيارات إسعاف تتحرك صوب المنطقة. وصرح مصدر أمني بأنه تم الدفع بتعزيزات أمنية لوقف الاشتباكات التي تسببت في قطع الطريق الرئيسي الذي يربط المعدية النيلية بقرى غرب الأقصر.