مدينة مرات هذه القطعة الجميله من وطننا العزيز والتي نالت والحمد لله نصيبها من التطوير والمشاريع الهامة التي يحتاجها المواطن بعطاء من حكومتنا الرشيده أيدها الله بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام حفظهم الله وبمتابعة وحرص من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز حفظهما الله وأبقاهم جميعاً ذخراً للوطن والمواطن. فظهرت مدينة مرات كما نراها في أجمل صورة وأحدث بناء لتواكب عجلة النهض والتنمية في وطننا العزيز وتكون نموذجاً حياً للعطاء والجهد والبذل والتخطيط. فها هي مرات كما ترونها وتعرفونها جميلة شامخة شموخ الوطن. مدينة مرات كما نعرفها وكما تحدث عنها الرحالة والمؤرخون الذين مروا بها هي مدينة جاهلية قديمه لايعرف تاريخ تأسيسها ولكنها قديمة قدم التاريخ سكنتها عدة قبائل عربية وكان لها حضور في شعرهم وحياتهم وكتابتهم، كما أنها وعلى مر التاريخ القديم والحديث أنبتت رجالاً وأورثت أبناءً لهم مكانتهم الإجتماعية والعلمية ودورهم في البناء والتأسيس منهم العديد شاركوا مع المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله وأظهروا حبهم وولاءهم لهذا الوطن ومقدرتهم على العطاء والبناء وتحمل المسؤوليات. مدينة مرات تتميز بموقعها في إقليم الوشم بالمنطقة الوسطى وهو موقع متوسط بين المدن وتمر بها طرق رئيسه تربط مناطق المملكة. كما أن الله حباها تركيبة جغرافية غنية بتكويناتها الجيولوجيه التي تحتوي على العديد من المعادن والصخور ذات الأهمية الاقتصادية وفي الصناعة ومواد البناء. ويمر بها عدة أودية كبيرة تسقي الرياض والمزارع وتشكل منتزهات جميلة غنية بأشجارها ونباتاتها الطبيعية. كما أن للهضاب المحيطة بها فيما يسمى (تكوين مرات). خصائص فريدة في الشكل والتركيب، ونجد فيها تنوعاً غنياً ووافراً بمواده وتركيباته. وخصائص السطح متنوعة من رمال النفوذ شرقاً وغرباً إلى تركيبات الصخور المتعددة والمتنوعة إلى الرمال الصالحة للبناء الى الرياض والتربة الزراعية الغنية ومجاري السيول من أودية وشعاب. كما أن الطبقات الجوفيه في مرات تحتوي على مياه سطحية قريبة وجيدة ومياه عميقة هو جزء من تكوينات المياه الجوفية في المملكة. لذا فإن مدينة مرات متكاملة من حيث خصائص السطح وجمال التركيب وتميز الموقع وهي مناسبة لإقامة المشاريع الزراعية والصناعية وكانت خياراً مميزاً للسكن والاستثمار على مر التاريخ من العصور القديمة وحتى الآن. وهي غنية بآثارها التي لم تستثمر وتنقب حتى الآن ومدينة مرات القديمة كما نعرفها كانت ذات أبنية طينية وحجرية متراصة ومترابطة في نسق جميل ويحيط بها الاسوار والقلاع والمزارع والأبار في تخطيط متكامل يناسب الحياة ومتطلباتها في العصور القديمة. وفي الوقت الحاضر لم يبق من المدينة القديمة سوى بعض الآثار التي لم تحافظ عليها مع الأسف وكان الإهمال سبباً في خسارة كبيرة وفقدان هذا التراث الغالي والموروث الذي لايمكن تعويضه. ولم نعرف قيمته الابعد فوات الأوان. وتحضرني قصة هي عبرة في حينها درس في وقتها.. لم يستفد منه. وأتذكر تفاصيلها. ففي عام 1399ه ، وهي بداية عملي في التدريس وتخرجي من الجامعه هاتفني الاستاذ الفنان محمد السليم رحمه الله وقالإن هناك فريقاً سيحضر إلى مرات لتصويرها وهذا الفريق بقيادة الدكتور (جوزيف أسمر) وهو فرنسي من أصل عربي ومعه مهندس أمريكي ومهندس إيطالي وعوائلهم. وطلب مني أن أرافقهم وأسهل مهمتهم وأكون معهم في جولتهم في مرات. وقد أقام هذا الفريق يومان في مرات قاموا بتصوير المدينة القديمة والأثار الموجودة وقد أوضحت لهم كل ما أعرفه عن هذه المدينة وحياتها وفتحنا لهم البيوت لتصويرها من الداخل. وذكر لي الدكتور (جوزيف) بأن المدينة ستهدم أو يفتح فيها شوارع وهذا ماذكره الفنان محمد السليم وهو ماحصل بالفعل وقال مع الأسف إن هذه الابنية الجميلة التاريخيه ستختفي وهو أمر صعب وقال ليت البلدية تترك هذه البيوت لحالها خاصة وأن الناس تم منحهم قطع أراض جديدة في المخططات السكنيه في مرات الجديدة وليتها تسيج وتصان وتبقى أثراً ومزاراً. وستذكرون هذا الكلام مستقبلاً . خاصة وأن الناس أصحاب البيوت تم منحهم قطع أراض ومبالغ للقروض ومبالغ تعويض. فلماذا تهدم وتزال؟ وكان كلامه عين الحقيقة فليتنا أبقيناها كما كانت وأوكلنا من يصونها ويبقي على آثارها القديمة لتكون ذكرى وأثراً يبقى كما قال الدكتور (جوزيف أسمر) نقول وليتنا في وقتنا الحاضر نعي هذا الكلام ونهتم بما بقي من آثار لتجدد وتعاد إلى حالتها القديمة ونحافظ عليها من الإهمال والنسيان. لتكون استثماراً في مجال السياحة. هذا والله الموفق. * عضو المجلس البلدي بمرات