هناك مثل يقول "لا افراط في التفاؤل ولا جنوح الى التشاؤم" فالتوازن والوسطية هي الافضل دائما، يقال دائما بل يعاب على كتاب الرأي انهم دائما ما ينقدون ويتطرقون الى القضايا السلبية ويحاولون تصيد الاخطاء والكتابة عنها واعتقد ان هذا امر طبيعي جدا لان اكثر القراء لا يهمهم الا هذا الجانب ومحاولة معرفة القصور في المجتمع وتقويمها ونشرها لتلافيها وهذه رسالة اعلامية سامية على عاتق الكتاب بشكل خاص والصحفيين بشكل عام، ولكن من وجهة نظري هناك جوانب ايجابية من الواجب عدم اهمالها والتطرق لها فيقال للمحسن احسنت وللمسيء اسأت، انا متأكدة من ان الكثيرين يقولون ان السلبيات هي الاصل وهي الشائعة والكثيرة بينما الايجابيات محدودة وهي لا تحتمل المديح والثناء لان هذا واجب من حمل مسؤوليتها ودورها فلا داع لطرحها ابدا، دائما نكتب عن جوانب القصور والسلبيات وهذا دورنا الرئيسي ولكن لماذا نتجاهل الايجابيات ونحجبها عن الرأي العام حتى لو كان الاصل هو ان الايجاب هو الحق وان السلبية هي واجبة التشهير والنقد في الحقيقة ما دعاني لكتابة هذا الشيء هو تلك التجربة القصيرة التي عشتها في الفترة القليلة الماضية خارج ووطني المملكة، بالتأكيد وهذا ليس غريبا ولا هو سر الفرق الشاسع في الحياة في جوانب عديدة لعل اهمها الحقوق والالتزام والنظام فالذي يتم هناك عالم اخر مما يحدث هنا بل ان كل ما يخالف هذا الواقع يكاد يكون معدوما هناك وشائعا هنا وان حصل أمر غير مألوف هناك فغالبا ما يكون للايادي العربية دور فيه! ووالله لولا ان الجميع يرتعد من النظام وصرامته هناك لكن اول من يخالفه شعوب العالم الثالث ونحن يعتبروننا منهم لكن دعوني اذكر مشاهده حدثت لي على ارض الواقع. لقد كانت لي تجربة واقعية واحاديث مع اساتذة في التعليم هناك وبالرغم من محاولاتي الكثيرة لتغيير الصورة عن وطني وفقت في بعضها ولم يحالفني الواقع في البعض الآخر! الا ان الشيء الغريب بالفعل انهم يتفاجأون كثيرا من الصورة الذهنية المشوهة عنا ويستغربون من تأثير الاعلام السلبي عنا في مجتمعاتهم والتقصير في توضيح الجوانب الايجابية والتركيز فقط على السلبية فيها، انني بعدما لاحظت هذه النظرة منهم تساءلت في نفسي لماذا الايجابيات في وطني تبقى مدفونة ولا يظهر منها الا السلبي؟ هل هو تقصير اعلامي ام ان هذا اصبح هو الطبيعي!؟ لا احد ينكر وجود السلبيات ولكن يجب الا تحجب الايجابيات بل يجب ان نفخر بها وهي كثيرة ليس المجال مناسبا للاشارة عنها ولكن اختصر واقول لكم والله انه عندما وطأت قدمي ارض وطني بعد الغربة شعرت ان امننا ومجتمعنا بكل ما فيه هو الايجابية التي تساوي كل اوطان العالم وشعوبها دمت يا وطني ودام أمنك وعزك وخيرك لكل من احبك وحفظ امنك.