ارتفع عدد قتلى الهجوم المسلح على حافلة العاملين بمصنع الأسمنت بشمالي سيناء فجر امس إلى ثلاثة أشخاص بعد أن توفي أحد المصابين في الهجوم فيما بلغ عدد الجرحى 16. وقال الدكتور طارق خاطر وكيل وزارة الصحة بشمال سيناء أن المصاب ويدعى محمود محمد عبد الرازق (22 سنة) توفي متأثرا بجروحه مما رفع عدد القتلى الى ثلاثة . وأضاف أنه تم التعرف على جثتي المتوفين الأولين وهما سالم الحسيني محمد، وحسن النبوي محمد، مشيرا إلى وجود 4 حالات أخرى خطيرة تم وضعها في العناية المركزة. وكان مسلحون أطلقوا ليل الأحد الاثنين قذيفة آر بي جي على حافلة عمال مصنع "إسمنت سيناء"، الذي يملكه رجل الأعمال حسن راتب، على طريق العريش - بئر لحفن. خلال ساعات من عزل الرئيس الإسلامي المصري المنتخب محمد مرسي هذا الشهر كان هناك إسلاميون في شبه جزيرة سيناء يتحدثون عن شن حرب على قوات الأمن. ولم يكد يظهر تسجيل فيديو على يوتيوب يصور مئات وهم يرددون هتافات ترفض السلام إلا وكان هناك هجوم على أفراد من الجيش والشرطة في العريش ومدن اخرى في محافظة شمال سيناء. وقتل حتى الآن 13 في هجمات بالمحافظة منذ عزل الجيش مرسي في الثالث من يوليو /تموز. جنود يفتشون منطقة في العريش بعد مهاجمة الحافلة (رويترز) تمثل شبه جزيرة سيناء منذ زمن طويل مشكلة امنية لمصر والدول المجاورة. فسيناء ذات مساحة واسعة وكثافة سكانية قليلة وهي متاخمة لاسرائيل وقطاع غزة ومطلة على قناة السويس التي تربط آسيا بأوروبا. كما تسكنها قبائل بدوية غير راضية عن كيفية إدارة المنطقة. وتعطي معاهدة السلام التي رعتها الولاياتالمتحدة وأنهت احتلالا لسيناء دام 15 عاما اسرائيل كلمة فيما يتعلق بزيادة القوات المصرية في شبه الجزيرة المنزوعة السلاح بصورة كبيرة. وبعدما صعد المتشددون نشاطهم بعد سقوط حسني مبارك عام 2011 ووقعت اضطرابات على الحدود أعطت إسرائيل بالفعل ضوءا أخضر. وقال عاموس يالدين المدير السابق للمخابرات الحربية ورئيس معهد دراسات الامن القومي في تل أبيب "يمكن ان تجلب مصر الآن المزيد من القوات دونما اعتراض من اسرائيل." وأضاف "ستكون هذه خطوة منطقية. وإذا كانوا يريدون أن يتركوا 30 دبابة هناك فيمكن ان نتقبل ذلك." وتقول مصادر بالجيش إن هناك نحو ألف متشدد مسلح في سيناء ضمن جماعات مختلفة أيديولوجيا. وربما تكون الهجمات قد زادت من حيث العدد منذ عزل بمرسي لكنها محدودة النطاق نسبيا حتى الآن وربما لا تقلق كثيرا الفريق عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة الذي عزل مرسي من منصبه. لكن المصادر العسكرية تقول إن هناك عوامل كثيرة تجعل عينيه على سيناء: فالأسلحة تتدفق بعضها من ليبيا وبعضها ربما من غزة التي ظلت لسنوات تستجلب السلاح عبر شبكات التهريب في سيناء كما أن الحرب الدائرة في سوريا زادت من أعداد الجهاديين الدوليين وبات خطاب الجماعات المتشددة والإسلامية أكثر حدة. وذكرت المصادر أن قيام المتشددين بأي هجوم كبير في سيناء مثل ذلك الذي وقع في أغسطس آب وأسفر عن مقتل 16 فردا من حرس الحدود المصري على الحدود مع إسرائيل ربما يدفع الجيش لرد أقوى. وشهد عام 2005 واحدا من أسوأ الهجمات حين قتل أكثر من 80 شخصا وأصيب 200 آخرون في تفجيرات هزت مدينة شرم الشيخ على الساحل الجنوبي لسيناء وهي منتجع يقبل عليه السياح الأجانب. ويحذر محللون من احتمال بلوغ العنف مناطق أخرى في مصر نظرا لأن الغضب الذي يبديه متشددو سيناء يعبر عنه أيضا إسلاميون في أماكن أخرى. وقال خليل العناني وهو زميل في معهد الشرق الأوسط بواشنطن "سيبررون هجماتهم بأن عزل بمرسي هجوم على الإسلام." ومضى يقول "الامر لا يقتصر على سيناء. فالموقف يمكن ان يدفع أيضا الكثير من الشبان الإسلاميين الغاضبين لتنفيذ هجمات في القاهرة والإسكندرية. هذا احتمال وارد. فالإسلاميون الآن غاضبون جدا ومستاءون مما يحدث."