قامت الشرطة بنصب كاميرات فيديو للمراقبة في سائر أنحاء مدينة شيكاغو فكانت النتيجة أن نسب جرائم القتل وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ أربعة عقود. والآن تأمل الشرطة بخفض الجريمة أكثر ليس بالمشاهدة فقط بل وبالاستماع أيضاً. وقد اعتمدت المدينة تقنية جديدة تستطيع أن تتعرف على صوت إطلاق النار في مساحة نصف قطرها مئات الامتار وتحديد موقعه وتحويل كاميرا المراقبة نحو مطلق النار والاتصال برقم الطوارئ 911. هذه هي تكنولوجية مكافحة الجرائم للقرن الحادي والعشرين. ويقول برايان بايكر المدير التنفيذي لشركة مسيغتي دانيا مكيلس Safety Dynamics LLC التي تصنع الأجهزة المذكورة أنه بدلاً من أن تكون لك عيون فقط لديك الآن حسنات المراقبة العيون والآذان. التكنولوجية لاتلقى استحساناً في شيكاغو فحسب حيث جرى تركيب 30 جهازاً في الأحياء التي تكثر فيها الجرائم إلى جانب كاميرات الفيديو المخصصة للمراقبة- وحيث سيتم تركيب العشرات منها قريباً أيضاً. وقال بايكر إن دائرة الشرطة في لوس أنجيلوس تخطط لتوزيع 20 وحدة في اختبار تمهيدي، وقد اشترى المسؤولون في مدينة تيهوانا بالمكسيك 353 وحدة. وتستعد الشرطة في فيلادلفيا وسان فرنسيسكو لإطلاق برامج اختبارية خاصة. كما أبدت مدينتا نيو أورليانز وأطلنتا اهتماماً بالأمر. وتعمل شركة سيفتي دانياميكس مع الجيش وسلاح البحرية لتطوير أجهزة تستطيع أن تسجل مجموعة من الأصوات الأخرى كصوت تحطم الزجاج وتباطؤ شاحنات الديزل في أماكن غير متوقعة. ويشار إلى أن القوات الأميركية العاملة في العراق تمتلك جهازاً مماثلاً يعمل بطريقة مختلفة.. وقد صمم بعجلة في أواخر سنة 2003 في وكالة أبحاث المشاريع الدفاعية المتقدمة وشركة بي ان ان للتقنيات BNN Technologies في كمبريدج بمساتشو ستس. والجهاز هو مجس يدعى «بومرانغ» ويركب على مؤخرة عربة متنقلة لتحديد موقع النيران العدوة. والجهاز الذي طورته شركة سيفتي دايناميكس ويدعى جهاز «التعرف والتحديد بالمجس الذكي أو SENTRI يستخدم أربعة ميكروفونات للتثليث على مصدر إطلاق النار أو تحديد موقعه بدقة. أما جهاز بومرانغ فله مجسات مركبة على رأس صارية لتسجيل الصدمات وموجات الصوت المنطلقة من فوهات البنادق والمدافع. في شيكاغو تأمل الشرطة أن يضيف جهاز «سنتري» زخماً على الحملة المدعومة بالتكنولوجيا ضد الأسلحة وأعمال العنف التي تقوم بها عصابات الإجرام. وقد خفضت المدينة نسبة الجرائم في العام 2004 إلى أدنى مستوى منذ العام 1965، وصادرت الشرطة عشرة الاف قطعة سلاح مسجلة بذلك نجاحات بفضل شبكة من الكاميرات التي يتم التحكم بها من بعيد وتستطيع الدوران 360 درجة وبث ماتصوره مباشرة إلى كومبيوترات الحضن في سيارات الدورية. وأجهزة السنتري ستعزز عمل تلك الكاميرات. وتقول مونيك بوند المتحدثة باسم مكتب إدارة الطوارئ في شيكاغو: «لقد أحرزت الأجهزة نجاحاً باهراً وقد رأينا الفوائد التي حققتها الكاميرات والتكنولوجيا المتقدمة للمدينة». ويخشى اتحاد جمعيات الحقوق المدنية الأميركية في إيللينوي أن تشكل الأجهزة وشبكة الكاميرات المنصوبة في كل مكان انتهاكاً للخصوصيات. وقال المتحدث باسم الاتحاد إد يونكا إنه ينبغي تدريب رجال الشرطة تدريباً مناسباً في استعمال الكاميرات وتسجيل النشاط في الأماكن والفسحات العامة فقط، كالأرصفة والشوارع. وقال روبرت بينت أستاذ القانون في جامعة نورث وسترن إن الكاميرات وأجهزة سنتري لاتنتهك القانون طالما أنها مركبة في الفسحات العامة، «فليست هناك مشكلة خصوصية عندما تكون في مكان عام». والمسؤولون المحليون يقولون إنه من الصعب الاعتراض جدلاً على النتائج. وتقول بوند إن نسب الجريمة في شيكاغو هبطت إلى أدنى مستوى منذ 40 سنة. وثمن المحافظة على سلامة المجتمع تبهت عنده مسألة الحقوق المدنية». ويشدد بايكر على أن أجهزة سنتري مبرمجة للتعرف على صوت إطلاق النار فقط وليس تسجيل المحادثات أو التلصص على المنازل الخاصة، وإنه «ليس هناك آلية لالتقاط أي أصوات أخرى، مثل الأصوات البشرية». جهاز سنتري هو من ابتكار شركة سيفتي دايناميكس والدكتو ثيودور برغر مدير مركز الهندسة الصوتية في جامعة كاليفورنيا الجنوبية. ويحتوي كل جهاز سنتري على «مكتبة» من الأنماط الصوتية. أو «بصمات صوتية» طورها برغر خلال سنوات عديدة من العمل - وهي تستخدم للتمييز بين صوت الأعيرة النارية والأصوات الأخرى عن طريق قياس مستوى حدة (دسيبل) صوت إطلاق الرصاص.