يشرع الجزائريون في صيام شهر رمضان في ظل غياب القاضي الأول في البلاد الرئيس بوتفليقة منذ السابع والعشرين من شهر أبريل الماضي بسبب وعكة صحية ألزمت نقله إلى فرنسا حيث يتعافى في مركز للنقاهة تابع لوزارة الدفاع الفرنسية. وتعد هذه المرة الأولى التي يتعذر على الرئيس الجزائري مشاركة مواطنيه صيام الشهر الكريم منذ وصوله الحكم العام 1999 وهو المعروف عنه نشاطه الكبير خلال هذا الشهر بالذات من خلال التقليد الذي أرساه منذ خمس سنوات تقريبا والمتمثل في إطلاقه ما بات يعرف ب "جلسات المحاسبة والاستماع" التي يتداول عليها أمامه ولساعات طويلة وزراء أهم القطاعات الإستراتيجية بالأخص تلك ذات الصلة بالحياة اليومية للمواطنين مثل قطاع الصحة والتضامن الاجتماعي والموارد المائية والفلاحة، وهي الجلسات التي يحسب لها الوزراء ألف حساب على اعتبار أنهم مطالبون بعرض تقرير مفصل عن أداء قطاعاتهم وما حققته من إنجازات بالأرقام وجها لوجه مع الرئيس بوتفليقة وليس من خلال التقارير التي تصل مكتبه وسبق لبوتفليقة أن قال عنها بأنها مزيفة. وكان بوتفليقة في أول رسالة بعث بها إلى الجزائريين نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية نقلا عن الرئاسة أوصى عشية الشهر الكريم وزيره الأول عبد المالك سلال بضرورة اتخاذ كافة التدابير التي تعين أصحاب الدخل الضعيف على قضاء رمضان في أحسن الأحوال مشددا على تقليد "قفة رمضان" التي توزعها الجهات المختصة مجانا على العائلات الفقيرة والمعوزة.