قبل كل شيء، هناك حقيقة حاضرة ؛ بقدر ما هي غائبة، حقيقة كامنة خلف تمظهرات / تجليات المشهد السياسي المعقد، حقيقة تنتظم كل تفاصيل المشهد السياسي المتأزم منذ أمسك الإخوان بزمام السلطة وإلى أن تم الانقلاب عليهم من قِبل الشعب (أو من قبل الجيش ؛ لا فرق!)، وهي أن الديمقراطية التي حكم بها الإخوان - أو احتكموا إليها - تنتمي إلى نفس عالمهم الذهني، أي أن مسيرة فشل الديمقراطية المتاحة في الفضاء السياسي (= ديمقراطية العالم الثالث)، ومسيرة الفشل الإخواني، هما مسيرتان مأزومتان تنتميان إلى عالم ذهني واحد، وإلى مسيرة وعي واحدة، بحيث لا يمكن لأي منهما ادعاء تجاوز الآخر بأي حال من الأحوال. لا يمكن أن تلقي فشلك على الآخرين، إن فشلت في التعامل مع أعدائك، فلا يجوز لك الاعتذار بتقرير حقيقة أنهم أعداء متآمرون . فشلك لا يعني إلا أنك مهزوم في هذه الجبهة، بصرف النظر عن حيثيات هذه الهزيمة ؛ لأن الدبلوماسية هي - في جوهرها الحقيقي - قدرة في التعامل مع الأعداء، أو مع نوع خفي من العداء، لقد تم إسقاط الإخوان على خلفية سقوط الإخوان. كان السقوط - ومن ثم الإسقاط - حتمياً، وكان الشعب قد اتخذ قراره النهائي حتى قبل أن يعلن الجيش تمريره لهذا القرار. هذا ما ذكرته في مقالي السابق الذي كتبته فجر الثلاثاء (خلال المهلة التي كانت تعني - بكل وضوح - أن قرار العزل قيد التنفيذ)، ونُشر فجر الخميس (حيث كان الجيش قد أعلن عزل الرئيس منذ ساعات قليلة!). وأنا لم أتقحّم عالم التنبؤات في هذا، فمسيرة الأحداث كانت واضحة، إذ مجرد أن تجتمع قيادة الجيش (وهو القوة الحقيقية الحاكمة منذ ستين عاما، لا كجيش فحسب، وإنما كطبقة اجتماعية واسعة النفوذ)، وتنذر - أو تهدد - بمهلة، ويحدث ذلك على خلفية احتشاد جماهيري كبير يُلحّ على وجوب خلع الرئيس، فهذا يعني أن الرئيس قد بات مخلوعا؛ حتى وإن تأخر الإعلان عن ذلك. ولهذا قلت في المقال السابق ما نصه : " لا بد أن نتذكر في هذا السياق أن هذا الشعب الذي أجلس الإخوان على كرسي الحكم بمحض إرادته، هو ذاته الذي يخلع الإخوان اليوم بعد أن خذلوه بأسوأ درجات الخذلان ". نعم، كنت أتحدث عن إزاحة الإخوان من سدة الرئاسة وكأنها حدث يتحقق أمامي تباعا، كأنها مسرحية تتكشف فصولا ولم يبق إلا الفصل الأخير. لم أكن أرَ الإزاحة مجرد احتمال، بل حقيقة وقعت بالقوة، وتقع بالفعل بتوالي تفاصيل المشهد. وكنت أتعجب من الذين يرون أن ثمة مسارات أخرى يمكن للأحداث أن تنتهجها، خاصة في الأسبوع الأخير، وتحديدا بعد أن اتضح عناد الرئيس (أو عناد مكتب إرشاد الجماعة) الذي وصل إلى درجة الاستعداء بالأقوال والأفعال . وبالتالي، فقد بات واضحا أن أي تنازلات تصالحية يجري طرحها في الساعات الأخيرة (= في الوقت الضائع سياسيا) لن يُكتب لها النجاح؛ إذ ستصبح المواقف الوجدانية والقرارات السياسية لجموع المحتجين قد وصلت إلى نقطة: اللاعودة، وحينئذٍ، لا خيار إلا بين الخلع أو الانخلاع !. مَنْ أطاح بالإخوان ؟ الجيش، أم الشعب، أم الإخوان !، أم الثلاثة مجتمعين ؟ . لمن يرى الأمور من مستوى العلل السابقة ؛ لا من مستوى النتائج اللاحقة، لا شك أن الإخوان هم من رَاكَمَ حيثيات هذا القرار على مدى عام كامل، وأن الشعب هو من أعلن عنه، والجيش هو من صادق عليه، وبادر إلى تنفيذه . فالجميع شركاء في الحدث، والجميع ضحايا له من حيث يشعرون أو لا يشعرون. يتجاوز هذا السؤال (= مَنْ أطاح بالإخوان ؟) - أو يتجاور معه - سؤال آخر لا ينفصل عنه، وهو : هل فشل الإخوان أم أُفشلوا؟ السؤال ليس إشكاليا، بل هو مجرد سؤال متعدد الأبعاد، تسهل مقاربته لمن أراد . وربما كان قول الشاعر الحكيم : صالح بن عبدالقدوس : ما يبلغ الأعداء من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه قادرا على أن ينتظم هذه الأبعاد، إذ نجد فيه أصدقَ تعبير عن هاتين المسيرتين المتوازيتين اللتين اكتنفتا الإخوان، من الخارج (= مسيرة إفشال الإخوان)، ومن الداخل (= مسيرة الفشل الإخواني). المتعاطفون مع الإخوان يعتذرون عن الفشل الإخواني - الذي تحقق على أرض الواقع بامتياز -، بأن محاولات الإفشال كانت أقوى من الإخوان . يتحدثون عن الدولة العميقة النافذة، وأن مؤسسات الدولة لم تتعاون مع الحكومة الإخوانية، بل ويزيدون على ذلك أنها وضعت كثيرا من العراقيل في طريقها، كما يتحدثون عن مؤامرات المعارضة من الداخل، دون أن يتجاهلوا الحديث عن المؤامرات الخارجية، الإقليمية منها والدولية . وزيادة في الاعتذار عن الفشل الإخواني، يتحدثون عن مؤامرات الماضي على الحاضر، أي عن التركة / الدولة التي ورثها الإخوان عن حكم العسكر الذي امتد لما يناهز الستين عاما، مؤكدين للمتعاطفين معهم أنهم لا يقفون على هرم دولة متماسكة قادرة على الفعل، بل على حطام دولة مشلولة، فضلا عن كونها مليئة بأشجار البؤس التي يحتاج اقتلاعها من جذورها لما يشبه المعجزات. مثل هذا الاعتذار الذي تعج به أدبيات المدافعين عن الإخوان، والمتضمن - بطبيعة الحال - لحقائق لا يمكن إنكارها ابتداء، قد يهز قناعات ذوي الوعي السياسي المحدود، أولئك الذين يعتقدون أن العمل السياسي يحتمل - في أي من مراحله - أن يبدأ من نقطة (تصفير) المشكلات، متجاوزاً كل معطيات الماضي وكل استحقاقات الراهن. إن السياسة ليست فعلاً في الفراغ، بل هي عمل إبداعي (من حيث اجتراح الحلول الملائمة وغير المسبوقة) على واقع إشكالي متأزم أصلا. وكلما كان مستوى التأزم عميقا، والاستشكال معقدا، كان الاحتياج إلى مستوى أعلى من التسيس، أي كانت الحاجة إلى مستوى عال من الوعي السياسي أكثر إلحاحا، وليس العكس. فلا يوجد سياسي حقيقي (سياسي يعي دوره المنوط به من حيث هو سياسي يشتغل على واقع إشكالي) يطالب - كي يستطيع الاضطلاع بمسؤولياته - بأن يستلم المؤسسات السياسية، والواقع السياسي، وهما على أحسن حال. عندما دخل الإخوان إلى عالم السياسة، وخاصة بعد أن ترشحوا للانتخابات البرلمانية، ثم الرئاسية، دخلوا وهم يعلمون كل هذه الإشكاليات التي تعترضهم، والتي يعتذرون اليوم بها (وكارثة سياسية أكبر وأعمق إن كانوا لا يعلمون) . ومع هذا، تعهّدوا بأن ينتشلوا مصر من واقعها الكارثي في زمن قياسي، بل طرحوا أنفسهم بوصفهم الفصيل السياسي القادر على التصدي لجميع الإشكاليات المعقدة، وتجاوزوا كل ذلك بأن أكدوا أنهم قادرون على تحقيق النهضة الشاملة التي عجز عنها الحكام السابقون. ماذا يعني كل هذا؟ يعني - بكل بساطة - أن كل ما يعتذر به الإخوان اليوم عن فشلهم لم يكن سراً، فالتحديات - رغم ضخامتها - لم تكن سرا، بل كانت جزءا أصيلا من المشكلات التي تنتظر الحكومة المرتقبة، أيا كانت طبيعة هذه الحكومة، وأيا كان توجهها الإيديولوجي. مثلا، يتحدث الإخوان عن مؤامرات الخارج . وهنا يأتي السؤال : إذا كانت مؤامرات الخارج حقيقية، بل وطبيعية في سياق التدافع المصلحي ؛ فأين الدبلوماسية الإخوانية من احتواء هذا التآمر، أو على الأقل تحييده. لا يمكن أن تلقي فشلك على الآخرين، إن فشلت في التعامل مع أعدائك، فلا يجوز لك الاعتذار بتقرير حقيقة أنهم أعداء متآمرون . فشلك لا يعني إلا أنك مهزوم في هذه الجبهة، بصرف النظر عن حيثيات هذه الهزيمة ؛ لأن الدبلوماسية هي - في جوهرها الحقيقي - قدرة في التعامل مع الأعداء، أو مع نوع خفي من العداء، فالحلفاء والمناصرون ابتداء لا يحتاجون إلى كبير مهارة من أجل توظيفهم على خطوط الدفاع أو الهجوم، فهم أدوات محايدة أو طيّعة، لا تحتاج مزيد تحييد أو مزيد تطويع. مثال آخر، الإخوان تعهدوا منذ الأيام الأولى لاستلامهم الحكم بتحقيق الأمن خلال مئة يوم، تعهدوا بذلك ؛ رغم أنهم يعرفون طبيعة الجهاز الأمني الذي سيشتغلون من خلاله لتحقيق هذا التعهد الشعبي . وبالتالي، فكونهم عجزوا عن فهم الجهاز الأمني، ومن ثم عن كسب ولائه (أيا كان السبب)، ومن ثم عجزوا عن تحقيق الحد الأدنى من القدرة على توظيفه بالمستوى المطلوب، فهذا يعني أنهم (فشلوا) فيما تعهدوا به. فخلال مدة حكمهم لم تحدث مفاجآت في البنية الهيكلية لهذا الجهاز الحساس، أي أنهم اشتغلوا - أمنيا - على جهاز يعون طبيعته منذ لحظة إطلاق الوعود المجانية التي لم يتحقق منها شيء، بل سارت الأمور في الاتجاه المعاكس لمجمل وعود الإخوان. حتى الديمقراطية التي ينتحبون اليوم عليها ؛ زاعمين أن إقصاءهم عن الحكم بعد فوزهم في صناديق الاقتراع يُعد إجهاضا للمسيرة الديمقراطية، لم يفهموا حدودها، لا أقصد حدودها النظرية وإنما حدودها قي الواقع الذي يتموضعون فيه، أي لم يفهموا أنها ديمقراطية العالم الثالث، لا العالم الأول ولا الثاني. إنهم لم يفهموا أن الديمقراطية التي يحتكمون إليها، والتي زعموا أنهم يحكمون من خلالها مجرد ديمقراطية هشة، لا من حيث كونها ظلا هامشيا لا يجد وَهْمَه إلا تحت مظلة العسكراتية المهيمنة فحسب، بل - وأيضا - من حيث كونها تمظهرا تنظيميا / مؤسساتيا لمسيرة وعي جماهيري لم يتجاوز أبجديات الوعي الديمقراطي من حيث العموم. نحن هنا نصف الأمور كما هي عليه ؛ دونما أحكام قيمية. لا يعني أن هذا هو الصحيح ولا أنه هو الأمثل . لكن - بلا مراء - هو الواقع. والسياسي يُفترض فيه أن يشتغل على الواقع الفعلي، لا على الواقع الافتراضي الذي تصنعه له الأحلام الإيديولوجية. فكما أنها (= الديمقراطية) في عالمنا الثالث هشة، بل بالغة الهشاشة ؛ بحيث يُخشى عليها من الاختراق الإخواني، وأن تكون لهم مجرد سُلم أحادي الاتجاه، سُلّم للصعود لا للنزول، فكذلك هي هشة، بالغة الهشاشة ؛ من حيث هي غير قادرة على حماية الإخوان في مواقعهم التي تسنموها عبر وسائطها المشروعة . بمعنى أن هذه الهشاشة جنت على الإخوان بمثل ما كان يمكن أن تجني لهم، فلا توجد - في هذا السياق - مؤسسات ديمقراطية راسخة يستحيل اختراقها، ولا ضمير ديمقراطي يمكن الرهان عليه كضامن أخلاقي. ولو كانت هذه المؤسسات موجودة بالفعل، وهذا الضمير نافذ في الوعي العام ؛ لأمكن أن تطمئن الجماهير ومؤسسات الحكم إلى الإخوان، وأن يطمئن الإخوان إلى الجماهير وإلى مؤسسات الحكم أيضا. يتجاوز الجدل السياسي الدائر هذه الحقائق الأساسية، ويقع في فخ الهوامش، إذ لا أغبى من هذه المبررات الإخوانية التي تُحاول الالتفاف على الفشل الإخواني الذريع، إلا غباء هذا الجدل الدائر حول طبيعة ما حدث، هل هو انقلاب أم لا؟ هكذا الوعي العربي المأزوم يهرب من الحقيقة، إما بتغطيتها وإما بمحاولة القفز عليها، وكأن ذلك كفيل بنفيها من عالم الأعيان ومن عالم الأذهان. كخطوة أولية للفهم، لا بد أن توصف الأشياء بما هي عليه، بعيدا عن ظلال الإيديولوجيا وعن ضرورات الإعلام الدعائي المُوجّه، والذي هو طرف أصيل في الصراع ولو من وراء حجاب. عندما نسقط جميع الاعتبارات غير العلمية نستطيع القول : إن ما حدث هو انقلاب عسكري واضح . هذا من حيث توصيف الواقعة - حياديا- بعيدا عن ملابساتها. والجدل -في تقديري - يجب أن يبدأ من مرحلة تالية، بحيث يتحوّل إلى مساءلة طبيعة الانقلاب، فيطرح الأسئلة على المحفزات التي دفعت إليه، هل هي مؤسساتية، أم جماهيرية؟ وإذا كان الانقلاب الجماهيري حقيقة سابقة (في الظاهر المتعين على الأقل) للانقلاب العسكري، فيجب أن تُطرح الأسئلة - تباعا - عن علاقة هذا بذاك، وأيهما استفاد من الآخر، والأهم، مَنْ هو الذي يملك زمام المبادرة في مثل هذا الصراع. ما حدث لا يمكن النظر إليه من زاوية واحدة ؛ ولا من مستوى واحد. هناك مسيرة من الفشل ومن الاستحواذ ومن العناد الأعمى لا بد أن تقود إلى هذه النتيجة حتما. وهناك بالمقابل حكم عسكري يعلن عن نفسه بكل وضوح، حتى وإن اختار النأي بنفسه عن ميدان الصراع الذي لا يقع بعيدا عنه، بل في الحديقة الخلفية لمؤسسة الحكم . هذا موجود وحقيقي، وذاك أيضا. وكل الذين يُراهنون على الديمقراطية الليبرالية لديهم حساسية فائقة (تصل حد الفوبيا) تجاه أي نفوذ عسكري؛ مهما كانت درجته ومهما كانت مبرراته؛ لأنهم يدركون أن (لغة الفرض) التي تسم العمل العسكري تتضاد - أشد ما يكون التضاد بل والنقض - مع (لغة الاختيار) التي تُكوّن هوية العمل الديمقراطي. ومن المؤكد أن هذا التوصيف لا يعني أن تدخل الجيش في اللحظة الأخيرة كان خطأ، خاصة في هذا السياق الذي كان فيه الجيش أشبه بقاطرة الإنقاذ الوحيدة القادرة على لجم طوفان الفوضى الغاضبة، وهي الفوضى التي لم يكن يعرف أحد منتهاها. ومن هنا، من هذه الزاوية تحديدا، نستطيع أن نتفهّم (الواقعة الانقلابية) في إطارها الزمني؛ لأنها (لحظة إنقاذ)، ولحظة الانقاذ - في أي سياق - لها ملابساتها التي لا يمكن فيها وضع خطوط واضحة وفاصلة بين مسارات الخطأ والصواب، ولا يتسع الوقت فيها لتحديد مَن يتحمل مسؤولية الوصول بالوطن إلى حافة الهاوية، إذ العمل معقود - في تلك اللحظة - على إتمام عملية الإنقاذ، لو بالكثير من الأخطاء. صحيح أن هناك عداء للإخوان يضيق بمجرد وجودهم، فضلا عن هيمنتهم ذات الطابع الشمولي. لكن، منذ البداية، كان الإخوان هم أشرس أعداء الإخوان، وأقدرهم على الإضرار بهم . فعلى امتداد عام كامل، كان الإخوان يكيدون للإخوان بكل غباء !. استطاعوا - بمهارة فائقة - أن يثيروا غضب الشارع على أكثر من صعيد، كما استطاعوا أن يجعلوا من أقرب الحلفاء أعداء متآمرين، وأن يستثيروا مخاوف العسكر بلا مبرر في أكثر من مناسبة ؛ مع أنهم لا يجهلون حقيقة تتراءى أمامهم بحجم مصر ترابا وسكانا ونظاما، وهي أن (الجيش هو الدولة!)، وأنه سيبقى كذلك إلى أمد غير قصير. من هنا، فهم (= الإخوان) جوهر الانقلاب الحقيقي الذي انعكس انقلابا شعبيا؛ تم تنفيذه بواسطة العسكر المبتهجين بإزاحة أعدائهم التاريخيين، لا من مقاعد الحكم فحسب، وإنما - وهو الأهم - من مقاعد القناعة الجماهيرية التي تثير غير الحكام الفعليين. والمتغير في مستوى القناعة الجماهيرية متغير مفصلي في تاريخ الإخوان، بل وفي مسيرة الفكر الإخواني (بكل ما يتقاطع معه من مقولات / أدبيات الإسلام السياسي)، حيث سيتحولون من مواقعهم الرمزية المجللة بغير قليل من الاحترام - كأقوى الشرائح الاجتماعية تضامنا مع هموم الشعب - إلى أعداء مكروهين بل ومنبوذين، وستتحول إيديولوجيتهم التي كانت تتضمن أشد المقولات إغراء (بفعل تماهيها مع المقدس الجماهيري) إلى مجرد شواهد كوميدية على مرحلة بائسة من مراحل التزييف والخداع الذي مارسوه على جماهير الشعب المصري المتدين باسم الدين..