لا تنهض الأمم إلا إذا تعددت مناهلها الثقافية والتعليمية.. ولنا في أسلافنا العرب مثل يجب أن نحتذيه، فقد رحلوا إلى كل أمم الأرض لينهلوا من ثقافتها وتعليمها وتمثلوا الثقافات والمعارف الفارسية والهندية واليونانية وترجموا أمهات كتبها، ولكن عندما شرعنا في دخول عصر النهضة في بداية تأسيس المملكة وأرسلنا بعثات لتتعلم في الخارج اقتصرنا على منهل واحد، هو مصر وكان التعليم فيها متخلفا عن العصر وضع أسسه اللورد كرومر المندوب السامي البريطاني إبان الاحتلال الانجليزي لمصر، وكان الهدف منه تخريج كتبة وموظفين أي بيروقراطيين وليسوا مبدعين، وعادت البعثات الأولى التي أرسلناها مشبعة بهذه الروح، ولهذا تجذرت البيروقراطية العقيمة في بلادنا وما زالت جذورها راسخة في الأرض، وما زال التعليم في بلادنا ينهض على الحفظ والتلقين وليس على النقد وإلإبداع، ولكن الوضع الآن تغير مع البعثات التي أصبحنا نرسلها إلى الخارج فلدينا طلبة في الولاياتالمتحدة وبعض دول أوروبا واليابان واستراليا، وآخر الأخبار في هذا الصدد هو تخرج أول دفعة من طالبات الطب في هولندا، وقد تصدرن قائمة أوائل الخريجات، وهناك 450 طالبا وطالبة في هولندا، والمفرح في هذا الصدد هو أنّ 92٪ منهم يدرسون الطب في جامعتي ماسترخت وخرنقن، وبقي الآن أن نرسل بعض طلابنا إلى الصين التي دخلت الحضارة الحديثة من أوسع أبوابها..