أكد معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني أن سياسة دول مجلس التعاون تنطلق من احترام سيادة واستقرار دول الجوار الإقليمي وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، مبيناً أن هذين المبدأين ليسا شيئاً عابراً في تاريخ دول المجلس السياسي أو وليدا ظروف أو تطورات سياسية معينة، بل يمثلان ركائز أساسية تتمسك بها دول المجلس وتحترمها في سلوكها السياسي، كما تدعو الدول الأخرى لاحترامها لما في ذلك من فوائد كبيرة لأمن المنطقة وسلامتها. جاء ذلك في كلمة معاليه امس في المنتدى الدولي الذي ينظمه مركز الخليج للأبحاث في جامعة كمبردج ببريطانيا، مشيراً إلى أن دول المجلس تؤمن بحكم الجوار والروابط القومية والدينية بمسؤوليتها تجاه تحقيق أمن المنطقة واستقرارها وحفظ حقوق دولها ودعم تنميتها وتطورها، مبيناً أن الركيزة الأساسية للاستقرار الداخلي والإقليمي هي نبذ العنف بكل أشكاله واعتماد لغة الحوار لحل النزاعات مع الاعتراف بالاختلافات الثقافية والدينية واحترام تباين الأعراف والتقاليد. وقال معاليه:" إن دول مجلس التعاون منفتحة على العالم، ولها علاقات عريقة وشفافة مع مختلف الدول والمنظمات، وإسهامات كبيرة في القضايا العالمية إيماناً منها بأهمية التعاون الإقليمي والدولي لحل المشكلات وبناء عالم أفضل يسوده الأمن والسلام والاستقرار والازدهار". وحول المبادرة الخليجية لتسوية الأزمة اليمنية أكد الدكتور الزياني أن المبادرة فتحت الباب أمام تسوية سياسية مهدت لعملية نقل سلمي للسلطة في اليمن ومثلت طوق النجاة الذي جنّب اليمن الدخول في حرب أهلية، معرباً عن أمله بأن يتوصل اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني إلى توافق يدشن مرحلة جديدة في تاريخ اليمن، وأن يبقى اليمن موحداً ومستقراً وآمناً ومزدهراً، مؤكداً أن دول مجلس التعاون ستبذل كل الجهود الممكنة بالتعاون مع كل الأطراف الداخلية والإقليمية والدولية لضمان نجاح تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. وأوضح الأمين العام لمجلس التعاون، فيما يتعلق بشأن الأوضاع في سوريا، أن دول المجلس اتخذت منذ بداية الأزمة موقفاً واضحاً ينسجم مع مبادئها، حيث دعت النظام السوري إلى نبذ العنف واللجوء إلى الحكمة والحوار في التعامل مع مطالب الشعب السوري. وأوضح معاليه أن دول المجلس طالبت النظام السوري بالوقف الفوري لآلة القتل والعمل على تفعيل إصلاحات جادة تلبي تطلعات الشعب السوري الشقيق، وتنفيذ جميع بنود المبادرة العربية التي اعتمدها مجلس الجامعة العربية عام 2011م. وقال:" إن دول المجلس ستبذل كل الجهود لدعم الشعب السوري ومنع الكارثة الإنسانية التي سيكون لها آثار كبيرة على أمن المنطقة، وستؤيد أية إجراءات من شأنها تمكين المعارضة السورية من الدفاع عن نفسها بطريقة أكثر فعالية". وأفاد الدكتور الزياني، حول العلاقات الخليجية الإيرانية، أن مجالات الخلاف مع إيران موثقة وتتمثل في احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث، والتدخل في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين والدول الأخرى في المنطقة، والتهديد المتكرر بإغلاق مضيق هرمز، والتطلعات النووية، مشيراً في هذا الصدد إلى أن دول المجلس ستفعل كل ما في وسعها من أجل إيجاد حلول لمجالات الخلاف مع إيران والحد من التوتر. وأكد معالي الأمين العام لمجلس التعاون أن السياسة الخارجية لدول المجلس تنطلق من مبادئ واضحة وشفافة تصب في صالح حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، وتعزيز التعاون والتفاهم الإقليمي والدولي.