جدد مسؤول خليجي رفيع المستوى، رغبة دول مجلس التعاون الخليجي الست الصادقة، في قيام علاقاتٍ مُثمرةٍ وبناءةٍ مع إيران، وعلاقات جوارٍ متميزة، لا تقبل أي مُسبب للفتور أو التنافر. واعتبر الدكتور عبد اللطيف الزياني الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي في تصريحاتٍ ل»الشرق»، ما وصفه ب»استمرار تدخل إيران» في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي، أمراً لا يُساعد على قيام علاقاتٍ طبيعية مُفيدة لدول مجلس التعاون الخليجي وإيران. وقال في هذا الصدد «دول مجلس التعاون تُعرب دائماً عن رغبتها الصادقة في قيام علاقات تعاونٍ مثمرٍ و بناءٍ بينها وبين إيران، إلا أن استمرار تدخل إيران في الشؤون الداخلية لدول المجلس لا يساعد على قيام علاقات طبيعية مفيدة للطرفين». وعدّ الزياني، تدخلات إيران تلك، «مُسبباً لمزيد من التوتر والقلق في المنطقة»، في إشارةٍ ضمنيةٍ منه، إلى تدخل إيران في شؤونٍ خاصةٍ في مملكة البحرين، وإسهامها في خلق بلبلةٍ واضطراباتٍ أمنيةٍ داخلية في البحرين، من خلال دعمها أطرافا موالية لها ضد حكومة البحرين، وضد منظومة دول مجلس التعاون الخليجي. وأكد الدكتور الزياني ارتكاز مبادئ وسياسات مجلس التعاون على حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، وعدم قبول التدخل من قبل أي دولة في الشؤون الداخلية، إلى جانب احترام سيادة كل دولة على أراضيها ومواردها. وأكد الزياني أن أمن مملكة البحرين، جُزء لا يتجزأ من أمن دول الخليج بأسرها، وأمن دول مجلس التعاون الخليجي الست. تصريحات الزياني، تأتي قبل انعقاد قمة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس التي ستعقد في الرياض خلال يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، والتي اعتبرها الدكتور عبد اللطيف الزياني الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي، تكتسب أهميةً خاصة، نظراً إلى أنها تنعقد في ظروفٍ بالغة الدقة والحساسية، إقليمياً، وعربياً، ودولياً. وقال الأمين العام لمجلس التعاون «إن أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، يسعون جاهدين إلى تحقيق كل ما من شأنه الخير و الصلاح لشعوب دول المجلس، مشيداً بالإنجازات المهمة التي حققها مجلس التعاون خلال ثلاثين عاماً من تأسيسه. وأكد الدكتور عبد اللطيف الزياني، إن جدول أعمال القمة المقبلة حافلٌ بموضوعاتٍ على درجةٍ كبيرةٍ من الأهمية، تتعلق بالتعاون المشترك وتطويره، والوضع العربي الراهن، والعلاقات مع الدول والتكتلات العالمية. وعن الوضع القائم في سوريا، أكد الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي، سعي دول المجلس، بالإضافة إلى جامعة الدول العربية جاهدةً لوقف «نزيف الدم في سوريا»، وحماية الشعب السوري أولاً وأخيراً، مُعتبراً ذلك هدفاً وضعته دول المجلس والدول العربية، سعياً للحفاظ على كرامة الشعب السوري. وقال «إن الجهود التي تبذلها الجامعة العربية لتسوية الأزمة السورية جهودٌ صادقةٌ و مخلصة، هدفها وقف نزيف الدم في سوريا، وحماية الشعب السوري، وتجنب تدويل الأزمة»، في إشارة منه إلى السعي وراء إيجاد حلول لجميع الإشكالات والقضايا، دون اللجوء لتدويل الأزمة، وحلها داخل البيت العربي، الذي أثبت حرصه على أن ينعم الشعب السوري بالأمن والهدوء، بعيداً عن المُنغصات أياً كان شكلها وسببها.وتمنى الزياني أن تتجاوب الحكومة السورية مع نداءات جامعة الدول العربية ومبادراتها، التي تسندها في ذات الوقت، نداءاتٍ من منظمة التعاون الإسلامي، والمجتمع الدولي بأسره. وأشار الدكتور الزياني إلى المبادرة الخليجية، التي أطرت ووضعت حلولاً للأطراف المتنازعة في اليمن، شريطة أن تلتزم جميع الأطراف الموقعة عليها بتطبيق آلياتها التنفيذية. ورأى ضرورة «تمسك الشعب اليمني بالمبادرة الخليجية، وإصراره على تطبيق آليتها التنفيذية، ووقف جميع أنواع العنف و الانتهاكات الأمنية»، وأضاف «إن تحقق ذلك، سوف تتوفر الأجواء المناسبة لتنفيذ المبادرة و آليتها، لتحقيق الحل السلمي المنشود، ونحن على ثقته في حكمة الشعب اليمني، الذي أكد تمسكه بالوصول إلى حلٍ سلمي، يلبي تطلعاته المشروعة، و يحفظ أمن و استقرار ووحدة اليمن».ورأى الأمين العام لمجلس التعاون، أن المرحلة الانتقالية في اليمن، تتطلب توحّد جهود كافة الأطراف، من أجل خلق الأجواء المناسبة لوقف العنف، وعودة الاستقرار والأمن إلى البلاد، مشيراً إلى أن الاتصالات والمشاورات مع الأطراف اليمنية، لا تزال متواصلةً لهذا الغرض.