نزرٌ قليل من مرتادي شاطئ العقير التابع لمحافظة الاحساء يعرفون عن وجود جزيرة لا تبعد عن الشاطئ سوى بضعة أميال، "الزّخْنُونيّة" جزيرة تقع إلى الجنوب الشرقي من المباني التاريخية للعقير، هذه الجزيرة الصغيرة غير مأهولة، ولكنها كانت تتمتع ببعض المزايا الجغرافية، ويجمع المهتمين بالشأن السياحي أهمية أن يشمل مشروع تطوير العقير هذه الجزيرة وتحويلها إلى مقصد سياحي، حيث ان من شأن تطوير هذه الجزيرة إحداث حركة سياحية واقتصادية غير مسبوقة في المنطقة، حيث ستعمل على دخول نوع جديد من الرحلات لم تألفه المنطقة وهي البحرية التي ستتردد من وإلى الجزيرة، ويبدي الكثير تفاؤلهم بأن يشمل مشروع تطوير العقير الذي أعلن عنه في وقت سابق صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، أن يشمل جزيرة الزخنونية. المهندس عبدالله بن عبدالمحسن الشايب مدير فرع جمعية علوم العمران بالاحساء وممثل جمعية الحفاظ على التراث السعودي اعتبر تنظيم وتشيط السياحة البيئية في الجزيرة سيكون مثالاً رائعاً لهذا النوع من السياحة، وأضاف أن من شأن الاهتمام بهذه الجزيرة سيخلق فرص عمل كبيرة ومنها تنشيط رحلات القوارب والتي ستكون تجربة جميلة للقيام بهذه الرحلة التي تفتقر إليها المنطقة الشرقية برمتها. وأكد الشايب على ضرورة الحفاظ على المحتويات البيئية للجزيرة من نباتات وحيوانات، بحيث تقام هناك نزل ريفية ولكن ليس على حساب البيئة، وفي ذات السياق حذر من أن يكون التطوير على حساب تدمير البيئة، وقدم المهندس عبدالله مقترحاً بتشكيل لجنة علمية من كلية الزراعة بجامعة الملك فيصل وكلية الطب البيطري لدراسة البيئة النباتية والحيوانية في جزيرة الزخنونية وكيفية الحفاظ عليها وتنميتها والاستفادة منها. ولفت إلى أن منطقة الخليج ومنها جزيرة الزخنونية تستقبل سنوياً أكثر من 300 نوع من الطيور المهاجرة، معتبراً أن الاستمتاع برؤية الطيور المهاجرة التي تحط رحالها في هذه الجزيرة أمر جاذب جداً وتخلق فرصة زمنية ومكانية لاستقطاب المزيد من السياح ومن المهتمين بمشاهدة الطيور والتعرف على أنواعها، وختم بالقول انه حان الوقت للاستفادة من هذه الجزيرة لتكون مثالاً للبيئة التي يتعرف من خلالها المواطنون والسياح على ما تحتويه بيئتنا من ثروة حيوانية ونباتية ضخمة، ويضاف لأهمية العقير السياحية كون شواطئه نظيفة وبالتالي فإن أسماكه تباع بقيمة أعلى من أمثالها في القطيف والجبيل. مما تجدر الإشارة إليه أن الأحساء تضم عدداً من المواقع السياحية الفريدة كبحيرة الأصفر وشاطئ رأس أبو قميص ومنتزه الأحساء الوطني، وهذه المواقع تحتضن بيئات نباتية وحيوانية ضخمة توفر لزائر الأحساء أو السياح فرصة رائعة لمشاهدة أنواع من الحيوانات والنباتات، ولو تم تطويرها واستثمارها لتحولت إلى مواقع للسياحة البيئية الفريدة والجاذبة. جزيرة الزخنونية