أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي امس على الأهمية التي توليها الأمانة العامة لتنفيذ بنود برنامج العمل العشري في إطار المنظمة ومؤسساتها، عاداً أن حسن تطبيق هذا البرنامج يمثل تحدياً تاريخياً فريداً للأمة الإسلامية ولتقدمها وتطورها لمواجهة تحديات العصر. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال بدء أعمال الدورة 36 للجنة الإسلامية للشؤون الاقتصادية والثقافية والاجتماعية للمنظمة بجدة، بمقر الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي وتستمر لمدة يومين. واستعرض أوغلي الخطوات والإنجازات التي شهدها التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء منذ عام 2005، ما انعكس على التنمية المستدامة في الدول الأعضاء، خلال زيادة حجم التجارة البينية بشكل كبير، ومواءمة الاستراتيجيات متعددة الجوانب للتخفيف من حدة الفقر. ودعا أوغلي المجتمعين إلى اتخاذ القرارات ذات الصلة بما يضمن تعزيز المكاسب التي تحققت إلى اليوم في مجال النهوض بالتعاون الاقتصادي، موضحاً أن معدل إنفاق الدول الأعضاء على مشاريع البحوث والتطوير تضاعف أربع مرات، وانتقل من 0.2% من إجمالي الناتج المحلي عام 2005 إلى 0.8% عام 2012. وأشار إلى أن أبرز العراقيل التي تواجه تطور العلوم والتكنولوجيا هي غياب سياسات وطنية محددة للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، إضافة إلى ضعف الإطار المؤسسي الداعم للعلوم والتكنولوجيا على المستوى الوطني، ولهذا كان إنشاء منظمة العلوم والتكنولوجيا والابتكار سنة 2010 خطوة كبيرة لتشجيع العلوم والتكنولوجيا. وقال أوغلي: إن الأمانة العامة للمنظمة وأجهزتها المتفرعة والمتخصصة والمنتمية (إرسيكا والإيسيسكو ومجمع الفقه الإسلامي الدولي) واصلت التركيز في حماية ثقافتنا والرقي الاجتماعي لشعوبنا كما اتخذت المنظمة موقفا قويا وحازما ضد التدابير الإسرائيلية الرامية إلى تدمير التراث الإسلامي في مدينة القدس الشريف من خلال مواصلة الحفريات غير القانونية حول المسجد الأقصى المبارك، حيث أثار هذا الوضع ضمير المجتمع الدولي ما نتج عنه حصول فلسطين على العضوية الكاملة في منظمة اليونسكو. وحذر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي من انسياق العالم الإسلامي إلى صراعات بين المذاهب والطوائف وبين أصحاب الديانات المختلفة بوتيرة مقلقة، ما يفرض على الجميع التنبه لهذا الوضع.