برعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني تعقد الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي الملتقى الأول لعلماء المسلمين تحت عنوان «وحدة الأمة الإسلامية» وذلك في الفترة من 1 إلى 3 رجب المقبل. وأوضح معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وعضو هيئة كبار العلماء رئيس الجامعات الإسلامية الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي أن أكثر من ثلاثمائة عالم وشخصية إسلامية سيشاركون في الملتقى الذي انشأته الرابطة تنفيذا لقرار اتخذه علماء الأمة الإسلامية في المؤتمر الإسلامي العام الرابع الذي عقدته الرابطة في شهر محرم من عام 1423ه مشيرا إلى أن الرابطة سوف تعقد بمناسبة الملتقى العالمي الأول لعلماء المسلمين الاجتماع الأول للجمعية العمومية لهيئة التنسيق العليا للمنظمات الإسلامية والدورة العشرين للمجلس الأعلى العالمي للمساجد والدورة الثامنة عشرة لمجلس المجمع الفقهي الإسلامي. وأعرب معاليه عن الأمل في أن يتوصل ملتقى العلماء إلى تقديم رؤية لمعالجة الآفات الخطرة التي تواجه الأمة وفي مقدمتها آفة الإرهاب التي تسللت إلى بعض المجتمعات الإسلامية وباتت تهدد حصون الأمة من داخلها. وأوضح الدكتور التركي عن سبب اختيار موضوع وحدة الأمة الإسلامية لمناقشته في الملتقى أن الوحدة تمثل احدى المقومات الأساسية المهمة لتقدم الشعوب ونهضة الأمم مبينا ان الإسلام حث المسلمين على الوحدة والتضامن والتعاون في كافة المجالات والميادين». واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا كذلك أرشد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى وحدة الأمة الإسلامية في حديثه الشريف (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى). وقال معاليه إن المسلمين اليوم يواجهون تحديات جمة بسبب تفرقهم مما يوجب عليهم مراجعة أوضاعهم ومعالجة أسباب الفرقة والحرص على جمع الكلمة ووحدة الصف واستشعارا من الرابطة بما يعيشه المسلمون من ظروف صعبة من ابرز أسبابها الفرقة وتقديرا لأهمية استنهاض همة المسلمين علماء وحكومات وجماعات وشعوبا لاستعادة وحدة الأمة الإسلامية وتقوية شوكتها وتوثيق عرى الاخوة الإيمانية حتى تجتمع امكاناتها الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ويستعيد المسلمون مكانهم القيادي والريادي في هذا العالم الذي تتنازعه مختلف التكتلات. وقد تم اعداد أوراق عمل وبحوث سيناقشها العلماء والمتخصصون خلال جلسات مؤتمر وحدة الأمة الإسلامية وفق هذه المحاور وحدة الأمة الإسلامية في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وتجارب الوحدة الإسلامية في الماضي والحاضر واستعراض الجهود والمؤسسات التي تعمل لتحقيق الوحدة الإسلامية في العصر الحاضر وموضوعات في وحدة الأمة الإسلامية والأخطار والعقبات التي تتعرض لها الوحدة الإسلامية. وقال الدكتور التركي إن الرابطة تعول على ما سيتوصل اليه العلماء والمتخصصون في جلسات المؤتمر وفي ورش العمل التي سوف تناقش مجالات الوحدة ومسؤولية تحقيقها من خلال محور الوحدة الدينية والثقافية الذي سيبحث موضوع توحيد التشريعات كطريق لوحدة الأمة الإسلامية وموضوع الوحدة لصد الحرب الغربية عن الإسلام وورشة الوحدة الاقتصادية بين المسلمين ستعالج موضوعي تحرير التجارة البينية بين الدول الإسلامية ومشروع إنشاء السوق الإسلامية المشتركة وستناقش ورشة العمل الثالثة بحث الوحدة الاجتماعية بين المسلمين من خلال موضوع الوحدة الاجتماعية بين المسلمين ووحدة الأمة الإسلامية في أمنها وحمايتها من الجريمة ونحو تشخيص نقدي لتمزق الأمة الإسلامية رؤية اجتماعية للتناقض بين الواقع والمأمول. أما ورشة وحدة العلاقات السياسية بين الدول الإسلامية فستناقش وحدة العلاقات السياسية بين الدول الإسلامية وتطوير منظمة المؤتمر الإسلامي ومشروع فكرة الوحدة كما يتصوره مالك بن نبي في شكل كومنولث اسلامي. وأكد معاليه ان رعاية سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - لملتقى العلماء ومؤتمر وحدة الأمة الإسلامية تأتي انطلاقا من مواقف المملكة العربية السعودية ورعايتها للعمل الإسلامي ومساندتها لعلماء الأمة منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - الذي كان يجمع علماء الأمة للنظر في المشكلات والنوازل والقضايا الكبرى ومن ذلك دعوته علماء الأمة للاجتماع في المؤتمر الإسلامي الأول بمكةالمكرمة عام 1345ه. وقال معاليه ان الرابطة سوف ترفع النتائج والقرارات والتوصيات التي سوف يتوصل إليها علماء الأمة إلى مؤتمر القمة الإسلامية الاستثنائية التي من المقرر أن تعقد في مكةالمكرمة في شهر ذي القعدة القادم. وبمناسبة انعقاد الملتقى رفع معالي الأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين داعياً الله العلي القدير أن يجعل ثواب هذا العمل في موازينه.