أطفالنا ضعفاء مساكين فبرغم من معاناتهم وألمهم اتجاه حادثة أو تصرف معين إلا انهم في كثير من الأحيان لا يستطيعون أن يعبروا عن هذا الألم وهذا التأثر الحزين ويظلوا طوال الوقت مكبوتين حتى إذا ما اجتمع أكثر من ألم وهم وحزن ثم لم يستطيعوا أن يتحملوا كبتها انفجروا يبكون ويصرخون بغضب، ومع الوقت يتعلم الطفل صفة الغضب تلقائياً لأنه يجد أنها أفضل وأسهل طريقة تنفس عنه همه وتعبر عما في نفسه فيستطيع أن يسمع الناس من حوله كل ما يريد.. لذلك يجب على الآباء أن يراعوا ذلك وأن يعرفوا كيف يعدّون أطفالهم أن يتخففوا من همومهم وينفسوا عن كبتهم لمشاعرهم المجروحة أو المتألمة، وهذا في حد ذاته فن تربوي لابد أن يتعلمه الآباء لكي يساعدوا أبناءهم على الحياة بنفسية صحية سليمة بعيدة عن الأمراض والعادات السيئة كالغضب وغيره.. إن صاحبتي (أم عاصم) من الأمهات التي يعجبني أسلوبها الساحر مع أبنائها فلديها قدرة عجيبة على استخراج مافي نفوس أطفالها الأربعة ومعرفة ماذا يضايقهم أو يغضبهم ويقهرهم.. أذكر اني سألتها في أحد الأيام عن هذه القدرة العجيبة لديها وهل هي نوع من الفنون التعاملية التي لابد أن تتعلمها الأم فأجابتني بوضوح بأن التعامل مع الأطفال عموماً نوع من الفن ولكنه فن تتعلمه الأم المخلصة من فطرتها التي فطرها الله عليها ولكن لابد من التعامل مع الأطفال بإخلاص وطول بال ولا بد أن يعطى الأطفال الوقت الكافي من الجلوس معهم والتحدث معهم وطرح الأسئلة عليهم متى ما حدث أي تغيير أو اختلاف في نفسية الطفل وأسلوبه في الحياة فالطفل مهما حاول ان يخفي مالديه فإن الأسئلة المفاجئة والمتدرجة إذا ما طرحت بحنان الأم أو شفقة الوالد فالاعتراف بما يكنه صدر الطفل الصغير لابد أن يحدث.. هذه نصيحة (أم عاصم) لجميع الآباء لكي يتمكنوا من تنشئة أبنائهم بعيداً عن الكبت النفسي الذي يجمع علماء النفس والتربية على انه سبب مباشر وقوي في كثير من الأمراض النفسية والسلوكيات القبيحة وعلى رأسها الغضب كما هو من أكبر أسباب أمراض السكر وضغط الدم والتشنجات العضلية والقولون والفشل الكلوي وقائمة طويلة من الأمراض الأخرى.. عافانا الله وإياكم.. وعلى دروب الخير نلتقي...