أكد اختصاصيون أن لعب الأطفال في مساحات ضيقة يؤثر على نفسيتهم بنسبة 60%، موضحين أن منع الأبوين الطفل من التحرك بحرية داخل المنزل يكسبه عصبية في المزاج وتوتراً، وأشاروا إلى أن أغلب المساكن في الوقت الحالي ضيقة في المساحة، كما أن أغلب الأباء، لا يسمحون لأبنائهم باللعب خارج المنزل خوفا عليهم مما يسمعونه من جرائم، خاصة وأن نمط الحياة تغير ولم يعد يتسم بالأمان كالسابق. تعاني مع أطفالها وبيّنت نهى السالم أنها تعاني مع أطفالها من كثرة لعبهم وضيق مساحة منزلها، منوهة إلى أنها تمنعهم دائما من اللعب والجري في المنزل، خوفا عليهم من السقوط والأذى. فيما خالفتها الرأي منى الخالدي، ورأت أن على كل أم إتاحة مجال للعب أطفالها، وأن لا تمنعهم إلا في حال وجود ضرر عليهم. فيما بينت فريدة أحمد أنها لا تسمح لأطفالها باللعب خارج المنزل وحدهم، خوفا عليهم من السيارات والاختطاف، مبينة أنها تعوضهم بشراء الألعاب التي تساهم في تنمية مهاراتهم الإبداعية. طاقة مكبوتة وأكدت مدربة التنمية البشرية ومشرفة علم الاجتماع والنفس في مكتب التربية والتعليم في محافظة الخبر سابقا سميرة ديريا، على تأثر نفسية الطفل بنسبة 60% عند اللعب في الأماكن الضيقة، وأشارت إلى أن الطفل معتاد على اللعب والجري، وعند منعه سيلجأ إلى اللعب بحاجيات المنزل لتفريغ طاقته المكبوتة. وشرحت ديريا طرق التغلب على هذه المشكلة، من خلال تحديد الأهل وقتاً معيناً للعب الطفل، بحيث لا يقل عن ساعة في اليوم، من خلال إشراكه في نادٍ يمارس فيه رياضته المحببة، أو بناء حديقة صغيرة في فناء المنزل، يستطيع الطفل اللعب فيها، مشيرة إلى أهمية تنمية مهاراته، خاصة أن الخمس سنوات الأولى من عمره كفيلة بتعلمه بشكل سريع واكتسابه العادات، فضلا عن أهمية اختيار برامج كرتونية مناسبة وهادفة للطفل، وألعاب تساعد على تنمية عقله. أشعة الشمس فيما بيّن نائب رئيس الجمعية السعودية لجراحة العظام عبدالله العثمان، أن الأطفال بحاجة إلى التعرض لأشعة الشمس لمدة 15 دقيقة يوميا كأقل تقدير، كي تستطيع أجسامهم إفراز فيتامين «د» المهم لصحة عظامهم، موضحا أنه ليس من الضروري الخروج من المنزل للحصول على أشعة الشمس، فيمكن التعرض للشمس من خلال الأشعة الداخلة من النافذة، وذلك من الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة السادسة مساء، ونوه أن نقص فيتامين «د» من جسد الأطفال يعرضهم للإصابة بالكساح ويمكن تعويضه عن طريق الشمس والحليب ومشتقاته. حاجات نفسية ورأى اختصاصي الطب النفسي الدكتور محمد المقهوي أن تربية الأطفال تبنى على مجموعة من الحاجات النفسية المهمة في البناء الأمثل للطفل، منها الحاجة إلى الحب المتبادل، والحاجة إلى النجاح والقبول وغيرها، مشيرا إلى أن هناك العديد من الوسائل لتحقيقها، ويمكن للوالدين والمربين استخدامها لإشباع حاجات الأطفال الضرورية، منها اللعب، حيث إنه من أبرز الوسائل المستخدمة لتحقيق تلك الحاجات، فمن خلاله يستطيع المربي أن يبني ثقة متبادلة بينه والطفل، من خلال قضاء وقت طويل معه، ما يجعل الطفل ينطلق لاكتشاف العالم من حوله مستمدا قوته من تلك الثقة التي اكتسبها، وبيّن أن اللعب يحقق الإشباع العاطفي والشعوري الذي يحصل للطفل من خلال تواصله المستمر مع والديه وما يصاحب ذلك من مشاعر إيجابية يكون لها بالغ الأثر على استقرار الطفل نفسيا. وذكر الدكتور المقهوي أن اللعب طريق لتنمية مهارات الطفل، وتوسعة خياله، كما يشعره بأنه محور اهتمام والديه، ما يودع الطمأنينة والأمان في نفسه، إضافة إلى أنه يكسبه الثقة بالنفس، حيث يجرب ويتعلم كيف يتخطى الفشل، ويكتشف مواهبه، ويستقل بذاته ويعتمد على نفسه، وبيّن أن اللعب يمتاز بخصائص تفاعلية، وقد استخدم منذ نصف قرن ونيف كأحد أساليب علاج الأطفال الذين يُعانون من مشكلات انفعالية، واجتماعية، وسلوكية. حركة دون قيود ونوه الدكتور المقهوي إلى ضرورة لعب الأطفال في مساحات واسعة، يستطيعون من خلالها التحرك دون قيود، مشيرا إلى أن أغلب المنازل في الوقت الحالي ضيقة، ولم تعد تشغل مساحات واسعة كالسابق، ناصحا بتعويض هذا النقص وشراء الألعاب المفيدة للأطفال، كالألعاب البلاستيكية، والمعجون، وأدوات المطبخ للفتيات، وأدوات الطبيب، محذرا من بعض الألعاب الإلكترونية التي تؤثر بسلبية على الطفل، مشيرا إلى ما خلصت إليه الدراسات الحديثة، حيث إن الإكثار من الألعاب التي يغلب عليها السرعة، كألعاب السباق، والعنف، مبينا أنها تؤثر على قدرات الطفل الذهنية، من تركيز وانتباه، وبالتالي على أدائه الدراسي. وبيّن أن اللعب وسيلة مهمة في تربية الطفل، وبنائه نفسيا، منوها إلى دور الوالدين الإيجابي في ذلك، في رعاية الأبناء والتعرف على عالمهم. فيما أوضح الاختصاصي الاجتماعي جعفر العيد أن الطفل بحاجة لأن يخطئ ويصحح خطأه، ويقول «لابد من التعامل مع الأطفال بلطف وتوجيه من قبل الأبوين، ويجب أن يحاول الأبوان الخروج مع أبنائهم للأمكان الترفيهية، وإعطائهم فرصة للعب، ولا بد من البعد عن العنف في التعامل معهم.