شغلت (التشكيلات الجديدة) التي أحدثها أمين مدينة جدة في الأيام الماضية (ردود فعل) في أوساط الصحفيين، ورجال المال، والأعمال (عمّا تخبئه) الأيام القادمة من (نجاحات) أو (إحباطات)..؟ ونحن اليوم (نفتح ملف النجاحات، والاحباطات) رغم أن (الوقت) ما زال مُبكراً على إصدار أي (حكم) على هذه الشهور القليلة التي أمضاها الأمين، وهي تُعد على الأصابع.. هل يتأخر النجاح..؟ بداية نقول إن قرار تعيينك يا معالي الأمين جاء على خلفية (نجاحاتك في صافولا)... وانك حين تتسلم أمانة مدينة جدة ستنقل هذا النجاح إليها تدريجياً، وخطوة خطوة، وإن أفكارك المستنيرة ستعجّل بحركة الإصلاح التي تحتاجها المدينة في كافة المجالات (الخدمية، والتجميلية، والترفيهية) وعلى رأسها الاحتفال بافتتاح مشروع الكوبري، والنفق الذي لم تفلح لوحات الشركة المنفذة - باق من الزمن - في تخفيف معاناة السكان نظراً لطول مدة التنفيذ، ولو أنك أبلغت خبيراً عالمياً محترماً عن طول الكوبري، والنفق، ومدة التنفيذ فإنه سيظن ظناً سيئاً بامكانيات الشركة المنفذة، وسيشيد بقوة احتمال السكان على المشروع كل هذه المدة..؟ وقد أصاب السكان ما يشبه الفرح عندما نشرت إحدى الصحف خبراً عن أن الاستعدادات (تجري على قدم، وساق) لافتتاح هذا المشروع قبل شهرين من الآن، لكن اتضح أن الخبر (عار عن الصحة)..! سنقول لك - بكل جرأة، وصدق، وموضوعية، وإخلاص - ما لم يقله لك الأصدقاء، والزملاء، والأقارب من رجال المال، والأعمال، والمجتمع عمّا كان متوقعاً منك، ومنتظراً من قيادتك لهذه الأمانة، وعمّا هو واقع الآن بعد هذه الشهور من تسلمك الأمانة، وجلوسك فوق كرسيها الدوّار.. وهذه (جرأة ثانية) وكان المفروض أن تكون (جرأة أولى) يقولها رجال الصحافة، ورجال المجتمع بكافة مستوياتهم، ومواقعهم، وهي أن أمانة مدينة جدة ليست سوبر ماركت خمس نجوم حتى تتم الاستعانة كل يوم بخبرات، وكفاءات من شركة صافولا، وشقيقاتها سعياً لتغيير (جلد الأمانة من الداخل) بالكامل لتبدأ مرحلة الانجازات متناسياً مع غمرة الحماس، والاجتهاد ذوي الخبرة، وذوي المعرفة، وذوي الإدارة في الأمانة لتحديث العمل في الأمانة وفق تصورات عملكم السابق لتبدأ الأمانة (من الصفر) من جديد.. يترافعون بالأمثال الشعبية بات «الجداويون» يترافعون أمام أمينهم الخامس بواسطة أمثالهم الشعبية المعروفة للتعبير عن حالهم، وأحوالهم، وأوضاعهم. فهم - بعد هذه الشهور - من استلام أمينهم الخامس مسؤولية أمانة مدينة جدة، وعدم ظهور مشروعات جديدة، أصبح بعضهم يردد (ليالي العيد تبان من عصاريها).. وهو مثل يقصدون منه أن «ليلة العيد» تظهر ملامحها من وقت مبكر قبل انطلاق مدافع العيد.. ويمكن أن يكون المثل، والمقصود منه أن الناس - تعرف موعد العيد - قبل إعلانه رسمياً فتنطلق نحو الأسواق لشراء مستلزماته، ومطالبه، وهو من جانب آخر نقد للأشياء التي لا تتحقق فيقولون: (ليالي العيد تبان من عصاريها).. وهو قريب في المعنى من المثل العربي (الكتاب يُقرأ من عنوانه)... وبما أن شيئاً لم يلمسه سكان مدينة جدة من أفكار أمينهم الجديد على أرض الواقع فإنهم يُرددون مثلهم (ليالي العيد) وهم في نفس الوقت لا يفقدون الأمل في أمينهم بأن تنال مدينتهم على يديه كل ما يحلمون به، ويتمنونه، ويطمحون إليه، وينطلقون في ذلك من أن الوقت هو ما يحتاجه الأمين لإنجاز أحلامه، وطموحاته في تطوير هذه المدينة الجميلة معتمدين في ذلك على مثلهم الشعبي (شغل المليح) يُبطي) ولكنهم لا يريدون أن (يُبطي) كثيراً..؟ أما المتشائمون من أوضاع، وأحوال، ومشروعات مدينة جدة، فإنهم يُطلقون مثلاً شعبياً لا هو في صالح مدينتهم، ولا هو في صالح أمينهم لأنه يُحبط كل الآمال، والأحلام، والاجتهادات، والرغبة في الإنجازات حيث يرددون هذا المثل القديم (تحتار المقنية في الوجه الغلس)..؟ ومخاطبة الأمين عبر هذه الأمثال الشعبية القديمة تعنى أن الجداويين متمسكون بالأمل في أن يلمسوا منه واقعاً جديداً، وجميلاً، ومشرفاً لمدينتهم التي طال انتظارهم لها بعد أن تفاقمت مشاكلها (من تلوث واضح، إلى زحام خانق، إلى فوضى تجارية في المحلات، والدكاكين، والبسطات، والأرصفة، والشوارع).. طموحات «بلا حدود» تلجأ (الفرق الكبيرة) إلى اختيار مدربين جدد لتحقيق طموحاتها في البطولة... وهذا ما حدث لمدينة جدة (عروس البحر الأحمر) عندما تم اختيار المهندس (عادل فقيه) لأمانتها على أساس أن تحقق كثيراً من طموحاتها من أجل أن تصبح في المقدمة نظافة، وتنظيماً، وجمالاً. كما سعى، وحاول ذلك من سبق عادل فقيه، ومن سيأتي بعد عادل فقيه)... والمهندس عادل فقيه قبل حوالي خمسة شهور تقريباً وعد سكان مدينة جدة بأنه سيدرس (كل ملفات) هذه المدينة، ويحتاج إلى شهرين، ثم يبدأ تحقيق الطموحات... ومع مرور الوقت كان الأمين الجديد يعد لخطوات، وخبطات إدارية من النوع الثقيل داخل أجهزة الأمانة، وقريباً من كرسي الأمين فقد فوجئ الجميع (من مراقبين، وصحفيين، ورجال أعمال) بتشكيلات، وتعيينات، وقرارات كثيرة قلبت الطاولة على من كان في الأمانة، أي أنه استعان بمساعدين من خارج الأمانة لتغيير (جلد الأمانة) وفريقها بالكامل تقريباً - على الأقل في المناصب القيادية - وهذا التوسع في الاستعانة بالمساعدين من خارج الأمانة سيحتاج إلى وقت طويل حتى يستوعب المساعدون. حقيقة الأمراض التي تعاني منها العروس وقد يمر الوقت قبل أن يكتشفوا هذه الأمراض فتظل الطاولة مقلوبة إلى ما شاء الله..؟ البداية من الصفر، وتغيير كل شيء يزيد من مسؤولياتك الجسام، ويجعل (مهمة الانقاذ) .. أو (مهمة الشفاء) صعبة، ولا نقول مستحيلة.. مثلاً كان يمكن أن تستعين بالكفاءات التي تثق فيها سواء من صافولا، أو الجامعة على بند العمل الإضافي، وتطلق عليهم لجنة الخبراء، أو لجنة الإنقاذ، وتستفيد منهم في المهمات العاجلة، التي لا تحتمل التأجيل، أو التأخير دون أن تقلب الطاولة هكذا فإذا أنهت لجنة الخبراء مهماتها احتفلت بهم وبقوا في مناصبهم السابقة لأن خطواتك الإصلاحية، والتطويرية يجب ألا تعود بالأمانة لمنطقة الصفر حتى لا يكون ذلك تقليداً يتبعه كل مسؤول جديد يأتي لمنصب الأمين. كانت الآمال، وما زالت أخيراً كان الأمل - بعد تسلمك أمانة جدة - أن تجد لهؤلاء الغلابا موقعاً في المطار القديم يمضون فيه أوقاتاً في المساء يستنشقون خلاله هواءً نقياً بعض الشيء بعيداً عن (هواء التكييف) و(هواء الأفران) و(هواء عوادم السيارات).. كان الأمل - بعد تسلمك أمانة جدة - أن يُشاهد السكان عدداً من نوافير الشوارع، والحدائق تُرطّب نهار، وليل المدينة في هذا الصيف الطويل حتى إذا مروا بجوار هذه النوافير شعروا بنسمات عابرة، وشعروا براحة نفسية من رؤية هذه المياه المتحركة تُعوضهم- بعض الشيء - عن اتفقارهم لها في بيوتهم... كان الأمل - بعد تسلمك أمانة مدينة جدة - أن تطلب من شركة النظافة البرتقالية سد أفواه براميلها، وحاوياتها منعاً للعبث بها للتخفيف من الأوبئة التي قد تنشرها، وتصيب من يقوم بأعمال (النبش) فيها بالأمراض، وأن لا يصبح السكان عُرضة لانتشار (حمّى الضنك) من هذه البراميل، والحاويات، ومن بقية المصادر الأخرى (المستنقعات، وقمائم الزبالة)... كان الأمل - بعد تسلمك أمانة مدينة جدة - أن تسعى لرفع راية التحدي في وجه كل من يُلوّث هذه المدينة، ويُشوّه صورتها، ويتعمد زيادة (التجاعيد) في وجهها سواء بسيارته، أو مطعمه، أو مخبزه، أو بنايته الجديدة، أو القديمة، أو لوحاته التجارية، أو وضع بضائعه في الطريق، وسد الشوارع، والممرات، وخلاف ذلك مما تراه، ونراه جميعاً.. كان الأمل - بعد تسلمك أمانة جدة - أن (يتهذّب) أسلوب مراقبي البلدية عند قيامهم بأعمال (التفتيش) فلا تطلقون على هذه الأعمال عبارة (مداهمة) خاصة وأن هذه المحلات (مفتوحة) .. وإذا ثبت لهؤلاء المفتشين وجود مخالفات ثم اتخاذ الإجراءات الرسمية.. كان الأمل - بعد تسلمك أمانة جدة - أن تفصل بين العمارات السكنية، والمحلات التجارية فلا يحدث اختلاط بينهما يؤدي لهذه (المضايقات) التي يتحدث عنها كثير من السكان بما في ذلك (أزمة المواقف) وتصاعد - الأدخنة - من أسطح المطابخ، والمطاعم إلى الشقق السكنية، واقتراب هذه الأدخنة من بعض المستشفيات والمستوصفات.