عندما كنت صغيرا، كنت ﺃتمنى ﺃن ﺃغادر مدينتي الصغيرة إلى إحدى المدن الكبيرة، لأقضي بعض الوقت في عالم طالما حلمت بالوصول إليه.. وفي كل إجازة ﺃزور فيها مدينة من المدن الكبيرة، يزداد شوقي إلى الرحيل بعيدا عن الأزقة المؤدﱢية إلى مزارع القرية. وبعد ﺃن تحققت ﺃمنيتي وعشت ما يربو على 14 عاما خارج ﺃرضي، التي ترعرعت عليها، وجدت نفسي ﺃحلم بوهم سلﺐ مني كل شيء جميل حتى فرحة العيد، التي ﺃصبحت تمر مرور الكرام بعد ﺃن كان ضجيج السعادة يملأ ﺃيامنا بمبدﺃ المثل القائل: "ليالي العيد تبان من عصاريها". في عيد الأضحى، كان كل اتصال معايدة يأتيني من مد ينتي ا لصغير ة، يزيد حسرتي على "الأيام الحلوة"، التي لم ﺃعرف طعمها إ لا بعد تر كها، خاصة ﺃنني قضيت ﺃيام العيد بين جدران تحوي قليلا من ا لبشر ا لذ ين يسايرون روتينا مملا من خلال نظام (بيت - دوام)، (دوام - بيت)، بأمر (لقمة العيش).