تتزايد أعداد المراهقين الذي يقدمون على الانتحار بسبب «الاستضعاف الإلكتروني». وهذا بالضبط ما حدث لريان هاليغان (13 عاماً) الذي لم يُطلع والديه أبداً بما يتعرض له من تخويف وسب وتجريح عبر الشبكة العالمية للمعلومات «الإنترنت» قبل إقدامه على قتل نفسه إراحة لها مما يعاني منه. ولكن هل تعلم أيها الأب وانت أيتها الأم كيف تحمين طفلك من «الإرهاب الإلكتروني»؟ وكان ريان طفلاً وسيماً ذا شعر أسود وابتسامة ساحرة عريضة يحبه أبوه وأمه وأخته حباً جماً. وقد مات ريان الآن بسبب «المخاشنة الإلكترونية» عبر الإنترنت! فقد دأب بعض الصبية الأشقياء على بث أكاذيب قذرة في حقه عبر رسائل سريعة يتبادلونها فيما بينهم على علم منه. وهذا هو الذي دفعه على البحث عن مواقع عن أساليب الانتحار ووسائله، فوجهه أحد أصدقاء الإنترنت لالتماسها في مظانها بشبكة المعلومات العالمية. وفي إحدى الليالي، وبينما كانت أمه وأخته نائمتين، وكان أبوه غائباً لقضاء بعض الأعمال خارج البيت، دخل ريان الحمام وشنق نفسه. وراح ريان ضحية وباء انتشر بين الصبية. مرض تفشى بين الصغار وينبغي أن تلتفت له السلطات والقائمون على أمر التربية في كل الدنيا. وفي مدينة تشسابيك بولاية فيرجينيا الأمريكية سحب صبي آخر، بلغ من عمر 13 ربيعاً، بندقية صيد أثرية من تحت فراش جده وعبأها بالذخيرة الحية وأفرغها في رأسه بعد شهر من تلقيه رسائل «ساخرة» من بعض الفتيات اللائي يدرسن معه في ذات المدرسة. وقد سخرت الفتيات من صغر حجمه وتحدَّينه على القيام بتمارين رياضية معينة تفوق قوة بدنه كثيراً كالركض حول ميدان المدرسة عدة مرات وإتمام الجري في وقت محدد، أو القفز عبر أحد المجاري الضخمة المملوءة بالماء. والله وحده يعلم كم صبي غر راح ضحية «المخاشنة الإلكترونية». ولكنهم لا شك كُثُر لا يُحصى عددهم. وهنالك قطعاً الآلاف منهم يعانون في صمت على حد تعبير جون هاليغان والد ريان، والذي يعد العدة للقيام بحملة توعوية للتعريف بما يجري من أسرار في حياة أطفال العالم الإلكترونية. فهنالك ملايين الأطفال يعانون من الاستضعاف، ولكن استخدام التقنيات الحديثة كالبريد الإلكتروني ورسائل الهاتف الجوال جعلت المعاناة تستمر 24 ساعة، وبات الضحايا يُعانون منها حتى أثناء تواجدهم في بيوتهم مع ذويهم. وقد أسس هاليغان، وهو مهندس يعمل بشركة آي. بي. إم العالمية الشهيرة، له موقعاً لمساعدة أولياء الأمور الذين يعاني أطفالهم من وباء الاستضعاف الإلكتروني، وهو يقول «يجب عليك كأب أن تعرف ما ارتدى طفلك عند خروجه للمدرسة ومتى يخرج منها ومن هم الذين حوله من الطلاب اللصيقين به. كما ينبغي عليك استغلال مهاراتك الأبوية لاكتشاف كل ما قد يتعرض له ابنك من مشاكل قد يجتهد طفلك كل الاجتهاد لإخفائها عنك بكل السبل. وقال والد ريان إن العاقل من اتعظ بغيره، وإنه يتعين على الآباء الاستفادة من الدرس القاسي الذي تعرضتُ له أنا وفقدتُ بسببه ابني. وجاء في بعض الرسائل التي كانت مدعاة لانتحار ريان «أنت الخاسر دائماً»، «أنت لا تقوى على شيء»، «شخصيتك ضعيفة» وما كان على شاكلة ذلك. وأخيراً اكتشف والد ريان أنه زار عدة مواقع للانتحار، وعثر على رسائل تهديد بالانتحار، تخلصاً من مشاكله في المدرسة. ورسالتان كما يلي: «الليلة آخر ليلة»، «الليلة.. ليلة التنفيذ». ثم رسالة أخيرة «حان وقت التنفيذ». نصائح للوالدين: 1 - لا تتركوا أطفالكم يحتفظون بأجهزة الحاسوب في غرفهم أبداً. وليكن الجهاز في غرفة العائلة. 2 - تحدث مع أطفالك حول المشاكل التي قد يعاني منها. ف «السرية» هي أخطر أسلحة «الاستضعاف الإلكتروني». 3 - إذا شككت أن طفلك يعيش مشكلة كهذه، أغلق أجهزة الحاسوب، وقم بتغيير اسم «البريد الإلكتروني» الخاص بطفلك. وأشعر طفلك بعدم إعطاء اسم البريد الإلكتروني الجديد أو كلمة المرور لأي شخص مهما كان.