اعتبر الأمين العام لمجلس الجالية البرماوية عبدالله الأركاني مشروع تصحيح أوضاع الجالية البرماوية مبادرة تاريخية وإنسانية وحضارية، مؤكداً ل"الرياض" أن "البرماويين احسوا مع انطلاقة المشروع بأنهم بشر وأن لهم كيانا ومشاعر بعد ما تجرعوه وشاهدوه من ويلات البوذيين في آركان، حتى باتوا أكثر الشعوب اضطهاداً على مستوى العالم بعد أن سلخوا من بشريتهم. واضاف الأركاني: "أمام هذه المعاناة ها نحن نعيش في دولة الكرامة والإنسانية والعطاء التي قدمت لنا الطمأنينة والاحترام، ولو تكلمت كل خلية من أجسادنا لعجزت عن التعبير عن هذا الموقف النبيل الإنسان"، مؤكداً في الوقت نفسه أن المملكة لم تدعم الجالية البرماوية فقط، بل ساندت القضية على المستوى الدولى عندما شاركت ضمن فريق الاتصال المكون من 11 دولة بمنظمة التعاون الإسلامي في متابعة قضيتهم عن كثب في آركان، إضافة إلى دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- إلى تنظيم قمة التضامن الإسلامي في شهر رمضان من العام الماضي عند أطهر بقعة وأمام الكعبة المشرفة ليطرح قضيتهم ويأمر بالتبرع بخمسين مليون دولار دعماً لهم، علاوة على ما صرح به مجلس الوزراء عندما طالب المجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤولياته تجاه هذه القضية والوقوف للحيلولة دون سقوط المزيد من الضحايا. واستطرد الأمين العام: "إن هذه المعطيات تجعل تاريخنا يتقازم أمام عظمة هذه الدولة الكريمة التي أمدتنا بكل شيء من المساعدة والمعاملة الراقية طوال أكثر من 60 عاماً. إننا نستطيع الآن أن نصرخ أمام العالم ونقول لهم أي دولة قدمت مثل ما قدمت المملكة؟ أين الأممالمتحدة التي تدعي حقوق الإنسان لتتعلم كيف هي حقوق الإنسان وطريقة التعامل مع البشر في بلاد الحرمين الشريفين؟"، مشيراً إلى أن الجالية البرماوية ما زالت غير مصدقة بأن أحلامها تحققت وأصبحت واقعاً تعيشه بعد أن أتيح لها العلاج والتعليم والعمل، وصدور موافقة أمير منطقة مكةالمكرمة قبل ايام بقبول أبناء الجالية البرماوية في المدارس الحكومية حتى وإن كانت هوياتهم منتهية. وأشاد بالتسهيلات والدعم الذي يلقاه مشروع تصحيح أوضاع البرماويين، مفيداً أن المستفيد يدخل لتصحيح وضعه فيستقبل بالتطعيمات الأولية ثم الفحوصات الطبية وبعدها إلى التعريف، وأثناء وجوده تقدم له الضيافة، قبل أن يتسلم إقامة مدتها أربع سنوات، مؤكداً أن هذه الإجراءات تجري بكل يسر وسهولة وبمتابعة دائمة من أمير منطقة مكةالمكرمة، وبإمكانات بشرية ومادية وفرتها المديرية العامة للجوازات لإنهاء المعاملات بسرعة فائقة، كاشفاً عن تصحيح وضع أكثر من 115 ألف برماوي من العدد الإجمالي للجالية التي تبلغ نحو 250 ألف نسمة.