رفعت السلطات الأمنية في الدارالبيضاء من درجة تأهبها بعد اكتشاف سرقة أجهزة متفجرات من ميناء الدارالبيضاء نهاية الأسبوع الماضي. ولوحظ حالة استنفار أمنية قصوى في المدينة حيث انتصبت الحواجز الأمنية على مداخلها وارتفع عدد الدوريات الأمنية التي تجوب الشوارع والأزقة مع ضرب حراسة أمنية مشددة على أهم المراكز الحيوية والمؤسسات والهيئات الديبلوماسية الممثلة في المدينة. وقالت مصادر عليمة إن أربعة أجهزة خاصة بالمتفجرات سرقت مساء الأحد الماضي في ميناء الدارالبيضاء من إحدى الحاويات الخاصة بالدرك الملكي. وأوضحت ذات المصادر أن الأجهزة الأربعة عبارة عن صواعق كهربائية (DETONATEURS ELECRIQUES) كانت موجهة إلى الدرك الملكي، وتمت استعادة عدد كبير منها. وفور اكتشاف سرقة هذه الأجهزة أعلن عن حالة استنفار قصوى بمدينة الدارالبيضاء خاصة مع احتمال أن يكون الفاعلون إرهابيين لا يزالون في حالة فرار. وقالت مصادر أمنية مقربة من التحقيقات إن الفرقة الأمنية المكلفة بالتحري في هذا الموضوع لا تستبعد أن يكون الفاعلون إرهابيين، وأضافت أن فرقة التحريات منكبة على جمع المعطيات التي سوف تمكنها من تحديد هوية الفاعلين. غير أن مصادر أخرى أشارت إلى أنه من المحتمل أن تكون الجهة التي تقف وراء هذه السرقة مجرد سارقين عاديين لا يدركون القيمة الحقيقية لتلك المسروقات مشيرة إلى أن عمليات السرقة في ميناء الدارالبيضاء جد مرتفعة وأن أبطالها أشخاص يبحثون عن بضائع لإعادة بيعها والإستفادة من مبالغها. ولكن وحتى في هذه الحالة أيضا، تضيف المصادر الأمنية، فإن اليقظة الأمنية مطلوبة مخافة أن تقع هذه المسروقات (الصواعق الكهربائية) في أيدي الإرهابيين. وقالت مصادر أمنية عليمة إن الصواعق الكهربائية في حال التمكن من استعمالها من الممكن أن تحدث أضرارا بليغة، مشيرة إلى أن الإرهابيين أبانوا في العمليات السابقة التي قاموا بها عن إمكانيات تقنية مهمة. ويشار إلى أنه بعد التفجيرات الإرهابية التي استهدفت مؤخرا عددا من الدول سيما بريطانيا ومصر دفعت بالمصالح الأمنية المغربية إلى الرفع من درجة تأهبها خاصة وأن المغرب يعد من بين الدول المستهدفة من طرف الإرهاب العالمي. ومعلوم أن المغرب نفسه كان من بين الدول التي اكتوت بنار الإرهاب في 16 من مايو من سنة 2003 كما ثبت أن العديد من المشتبه في وقوفهم وراء عمليات إرهابية خطيرة من أصول مغربية. ويذكر أن السلطات الأمنية المغربية لا تزال تبحث عن عدد من المشتبه في علاقتهم بالإرهاب الفارين من العدالة. ورغم تمكن السلطات المغربية من تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية وتقديم الواقفين وراءها إلى العدالة إلا أن بعض المشتبه فيهم لا يزالون يشكلون خطرا محدقا خاصة مع توفر معلومات أمنية تفيد أن بعضهم يحاولون استجماع قوتهم وإعادة استقطاب انتحاريين جدد.