بداية لست بصدد الحديث عن الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، من حيث الحراك السياسي والاعلامي والاقتصادي والاجتماعي وغيرها، فأنا هنا بصدد الحديث عن الحراك الاداري داخل أروقة الأمانة العامة، فالمتابع لنشاط الأمانة العامة يلحظ ما يطرأ على تلك الأنشطة من تطور أولاً بأول، أما ما يدور بداخلها فقد يكون خافياً على الكثير، وأعني بذلك التطوير والتغيير الاداري والهيكلي الذي يجري منذ عدة أشهر على جميع المستويات الادارية والفنية داخل الأمانة العامة، فهناك مشروع يعمل وينفذ بصمت وفعالية وتقنية ومهنية عالية من قبل أبناء الأمانة العامة، وعلى رأسهم معالي أمينها العام. ولعلي هنا أرى بأن هذا الحراك الإداري جاء في الوقت المناسب لينقل الأمانة العامة ومنسوبيها وأنشطتها الى مصاف المنظمات الإقليمية والدولية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، فهو قد راعى بين طياته الاهتمام بالعنصر البشري في المقام الأول من حيث التدريب والتأهيل وزيادة المعرفة وتكثيف الممارسة الفعلية الحقيقية لدور الأمانة العامة، وفي المقام الثاني تطوير الجانب المهني والتقني لمنسوبيها، وترسيخ مفهوم الانتماء لدور الأمانة العامة، الإقليمي والدولي، لتحقق أهدافها الاستراتيجية المخطط لها بعناية فائقة، والمتأمل من داخل الأمانة العامة يلمس مدى تأثير وتأثر وتفاعل وتجاوب منسوبي الأمانة مع هذه النقلة النوعية التطويرية التي طال انتظارها، فهم قد لبو نداء أمينها العام بكل همة ونشاط بجميع أطيافهم الادارية من المراتب الدنيا الى المراتب القيادية، التي تعي معنى إعادة الهيكلة والتطوير الاداري، وهم هناالقلب النابض لهذا الحراك الذي انتظرناه جميعاً وقتاً طويلاً، وها هو مشروع إعادة هيكلة الأمانة العامة على يد معالي أمينها العام د. عبداللطيف بن راشد الزياني، يرى النور، ويبدأ أول خطواته العملية الفعلية على أرض الواقع، مع أن لدى معاليه ملفات كثيرة من العيار الثقيل تفوق أهمية هذا العمل بكثير، الا أنه كان على يقين وعزيمة منذ الوهلة الأولى، بأن القاعدة الصلبة نحو أفق جديد تنطلق من إعادة هيكلة الأمانة العامة والاهتمام بالعنصر البشري أولاً، ومن ثم نقلالأمانة العامة ومنسوبيها الى مسارات ادارية وفنية ومهنية وتقنية عالية الجودة، والتي أصبحت الحاجة لها ملحة لتتوافق مع متطلبات العولمة ومتطلبات الحدث الاقليمي والدولي، وفي الختام، أقول "ألا ليت الزمان يعود يوماً فأخبره بما فعل الأمينُ".. والله من وراء القصد.