في خطوة نضالية جماعية ضد الجدار التوسعي، نظم يوم وطني، شمل عددا كبيرا من القرى والبلدات المهددة اراضيها، حيث اضرمت النار في اطارات السيارات المطاطية، وتصاعد الدخان الأسود على امتداد عشرات الكيلومترات من الجدار، مغطيا مساحات واسعة من مناطق الضفة الغربية. وقد شوهد خط من الدخان الأسود وهو يتصاعد بشكل شبه متواصل من منطقة سلفيت شمالا مرورا بغرب رام الله، وصولا إلى القدسالمحتلة. ودعت لجان مقاومة الجدار إلى رفع الشارات السوداء على المركبات وعلى الايدي، كاعلان وطني على استحالة الحياة في ظل قيم وانظمة الفصل العنصري. وجاءت هذه الخطوة بمبادرة من اللجان الشعبية لمواجهة الجدار العنصري في مختلف مناطق الضفة الغربية، لتوجيه نداء استغاثة إلى العالم، على غرار ما كانت تلجأ اليه السفن في الماضي قبيل غرقها، حسب ما ذكره عايد مرار منسق لجنة مقاومة الجدار غرب رام اللهل«الرياض». وقال مرار: ان حكومة الاحتلال تستمر في بناء جدارها العنصري ضاربة بعرض الحائط كافة القيم الانسانية والشرائع والقوانين الدولية التي كان اخرها الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية في لاهاي، ولهذا كان لا بد من فعالية نضالية جماعية تشترك فيها كافة المناطق التي اخترقها الجدار، فجاءت فكرة اشعال النار في اطارات مطاطية ليتصاعد الدخان الأسود تعبيرا عن النتائج الكارثية على مستقبل الشعب الفلسطيني. واشار مرار إلى ان هذه الفعالية توصل رسالة للجميع مفادها ان تأثير الجدار وان اقيم في مناطق بعينها الا ان تأثيره يطال الجميع وهو ما جسد في الدخان ينتقل من مكان لاخر ليطال الجميع. الى ذلك، وفي اجراء استباقي لمنع تنظيم هذه الفعاليات في قريتي بدرس وبلعين اللتين تعتبران من مواقع المواجهة الساخنة، اقتحمت قوات الاحتلال القريتين منذ ساعات الصباح واعلنتهما مناطق عسكرية مغلقة، ومنعت الخروج او الدخول منهما، الا ان الاهالي خرقوا اوامر قوات الاحتلال واندفعوا باتجاه اراضيهم المهددة. واثر ذلك، اعتدت قوات الاحتلال عليهم واندلعت مواجهات في القريتين رشق خلالها المواطنون بالحجارة جنود الاحتلال، الذين اطلقوا الرصاص وقنابل الصوت والغاز باتجاههم واصابوا العديد بحالات اختناق واعيرة معدنية. على صعيد اخر، واصلت قوات الاحتلال حملات الدهم والاعتقال في الضفة، حيث اعتقلت أمس ثلاثة شبان في مدينة الخليل، بعد دهم العديد من منازل المواطنين. على صعيد آخر، هدمت قوات الاحتلال، أمس بيتاً زراعياً لأحد المواطنين في قرية حوسان، غرب بيت لحم، تعود ملكيته للمواطن خليل عوض الموساني، وذلك بذريعة عدم الترخيص. من جهة اخرى، كشفت مصادر إسرائيلية، أمس النقاب عن وضع سلطات الاحتلال آلات تصوير ومراقبة على أسوار الحرم القدسي الشريف، متذرعة بالخشية من قيام متطرفين يهود بارتكاب عمليات إرهابية عدائية في الحرم القدسي الشريف، خلال خطواتهم الاحتجاجية لوقف تنفيذ خطة الانفصال.