إسطنبول بين قارتين ملتقي حضارتين وجاذبة لسياحتين عربية وأوربية وشاحها إسلامي ومظهرها أوروبي، بالإضافة إلى ذلك هي متلقى القارتين والحضارتين والسياحتين حيث يلتقي على ضفتي البسفور قارتا العالم القديم اسيا واوروبا هذا اللقاء الذى احتضنته هذه المدينة التاريخية كمدينة وحيدة في العالم بين قارتين تلقى فيها الحضارة الاوربية الحديثة بكل مقوماتها ,واشكالها وتقنياتها بالحضارة الاسلامية العريقة السالفة التي عانقت السماء بمنارات وقباب مساجدها الشامخة وزانت الارض بقصورها الجميلة وبقي الخط العربي يرمز لهذه الحضارة فمضيق البسفور والقرن الذهبي ومنطقة السلطان احمد وصهاريج مياه الشرب لاتزال تحكي شيئا كثيرا عن هذه الحضارة . واليوم يلتقى في إسطنبول سياحتان سياحة اوربية قادمة من الشمال وعربية قادمة من الجنوب بعدما نالت الحروب والقلاقل ما نالت من شام الحضارات وعراق التاريخ ولبنان الارز جاء من جاء من العرب مختارا أو مجبرا للتنزه أو للعمل فأصبحت إسطنبول ملتقى لهاتين السياحتين سياحة مخطط لها قادمة من الشمال تسير وفق برامج معينة ومدروسة تتجه نحو أماكن تاريخية في مقدمتها مسجد السلطان أحمد ومتحف أيا صوفيا ومتاحف المدينة الاسلامية والبيزنطية واسواقها الحديثة والقديمة يسيرون في رحلات جماعية يسمعون من المرشدين السياحيين ما ورد من حقائق وما نسج من خيال عن سلاطين الإمبراطورية العثمانية . الفرق الواضح بين السائح العربي والأوروبي ان الثاني يسير وفق خطط معدة مسبقا حتى في الصرف بينما الأول يسير وفق خطط يومية تسبب له المزيد من المصروفات، وتبقى مدينة اسطنبول بالرغم من ارتفاع أسعارها مقارنة بالمدن التركية الاخرى جاذبة للسياح العرب والاجانب لتوشحها بالطابع الاسلامي وتأثرها بالحضارة الاوربية حتى تجد أن الكثير يطلب منك ثمن الخدمة أو السلعة (باليورو) وآخر يفرح حينما يعرف أنك من أرض الحرمين . عندما تسير على رصيف شاطئ بحر مرمرة أمام منطقة السلطان أحمد تجد أنك لم تغادر الدول العربية حيث يختلط السياح العرب بالمواطنين الأتراك فلا تجد أن هناك اختلافاً بين الثقافتين في طرق التنزه على الشاطئ حيث الجو العائلي والطبخ والشواء وصنع الشاي ، وفي مكان آخر بالمدينة تشعر أنك تعيش النمط الاوربي بكل أشكاله ليمتد هذا المنظر الى ساحة مسجد سلطان أحمد ومتحف أيا صوفيا حيث يختلط المظهران المختلفان تماما ، وحين تمر بشبه الجزيرة القديمة في الجانب الأوروبي فإنك في متحف متنوع فتمر في الشوارع المرصوفة بالحجارة وبالبيوت القديمة والاسوار البرية وأسوار البحر والاعمدة التاريخية والقلاع العثمانية والسوق مصر وعلى مضيق البسفور يشد السائح منظرا الجسرين المعلقين وعلى "خليج" المتفرع من مضيق البسفور تشاهد أربعة جسور تربط جزءي إسطنبول التاريخية اللذين يفصلهما "خليج". إحدى قنوات اسطنبول مدخل ياصوفيا