طوال المواسم الماضية شاهدنا لاعبين أجانب كثرا، أغلبهم شكلوا أعباء على أنديتهم التي جلبتهم بملايين الريالات، ولم ينجح بحسب ما يؤكد النقاد الرياضيون سوى عدد قليل ربما لا يصل لعدد أصابع اليد الواحدة، وكان الأغلبية قد سجل فشلاً ذريعاً ولم يستطع أن يحفظ مكاناً أساسياً على حساب اللاعب السعودي الذي ظُلم كثيراً، وكان ذلك بسبب عدم وجود الخبرة في أغلب مسؤولي الأندية الذين تعاقدوا معهم لكي يقال إنهم تعاقدوا مع أجنبي ليس إلا. لو سألنا مئات المشجعين عن الأجانب في أنديتهم فإنهم بكل تأكيد سيصفون ثلاثة من الأربعة بالفاشلين وهذا لا شك يشكل مشكلة كبيرة حملت الأندية الديون دون أن يكون هناك فكر لديه دراية كافية لطرق التعاقدات التي يبدو أنها تأتي وفق مصالح ليس للرياضة بها صلة لا من قريب ولا من بعيد، وإلا لماذا يفشل رئيس النادي في التعاقدات كل موسم، ولماذا يكون النجاح أقل بكثير من الفشل الذي يتصدر القائمة خصوصاً في الموسمين الماضيين اللذين لم نشاهد خلالهما مميزين سوى "سيزار والتون وباستوس وويسلي وكماتشو وسلمون وتيغالي"، وبالتالي فإن نجاح سبعة لاعبين من أصل 66 لاعباً أجنبيا مثلوا أنديتنا، يعني فشلا بنسبة عظمى وهو ما يعني ان الطريقة التي تدار فيها الأندية لا تبشر بخير قادم الزيد: قناعات المدربين ساهمت بإبعاد لاعبين مميزين والغريب أنه وحسب إحصائيات الدوري السعودي فإن 17 من أصل 66 لاعباً يحملون الجنسية البرازيلية، وأغلبهم نجح حسب رأي النقاد، ومع ذلك تتجه الأندية للاعبين من أوربا وأفريقيا. قبل كتابة هذا التقرير سألت أحد أبرز اللاعبين الأجانب في الملاعب السعودية لاعب وسط الشباب البرازيلي كماتشو عن سبب فشل الأندية السعودية في جلب لاعبين أجانب مميزين، فرد مباشرة، وقال: "الأندية السعودية تعتمد على رجال الأعمال الذين يعتمدون بشكل كبير على وكلاء اللاعبين كون مشاغلهم الخاصة لا تعطيهم الفرصة للذهاب لأوربا مثلاً لمتابعة اللاعب وجلبه، وكذلك لا يستشيرون المدربين الذين يعانون كثيراً من تصرفات رؤسا الأندية لذا تشاهد لاعبين لا يستحقون أن يلعبوا في أضعف دوريات العالم". القروني: اللاعب البرازيلي الأنسب والوكلاء لا دخل لهم بالنجاح والفشل في البداية قال رئيس لجنة الاحتراف السابق بنادي الشباب والمشرف على القطاعات السنية بالاتحاد السعودي لكرة القدم خالد الزيد إن المشاكل بالفعل موجودة ولا يكاد ناد يخلو منها خلال الفترة الماضية، حتى أصبحت لغزاً محيراً لم يجد له مسيرو الأندية حلاً جذرياً، وقال: "يجب أن لا يحمل وكلاء اللاعبين أي دور كونهم وسطاء لديهم بضاعة (لاعبين) يسوقون لها، وعلى إدارة النادي اختيار اللاعب المناسب، أما الحمل الأكبر فيقع على عاتق إدارة النادي ومن ثم المدرب، ولو فصلنا بالموضوع لقلنا إن المشكلة بدأت تتسع وأنه يجب أن لا تستمر ظاهرة الفشل المتكرر كي لا تكثر الأعباء المالية على الأندية جراء الاستغناء عن اللاعب في فترة وجيزة ومن ثم دفع الشرط الجزائي وهذا هو السائد للأسف، وفي رأيي اعتقد ان المعضلة مشتركة بين إدارة النادي التي تسعى لجلب اللاعب الذي تعتقد أنه سيساهم في إضافة قوة للفريق، وبالتالي تأتي المغامرة، البعض ينجح وهم قلة، والبعض الآخر يفشل وهم الغالبية العظمى، وبين المدرب الذي في غالب الأحيان لا يستمر طويلاً في الأندية وبالتالي تجده يعمل بطرق أحياناً تكون غريبة، فتجده تارة يبعد لاعبا قبل أن يأخذ فرصته، كما حدث مثلاً مع إبراهيم يتارا لاعب الشباب الذي كان بارزاً ورغم ذلك طالب مدرب الفريق بالاستغناء عنه، وكذلك الحال ينطبق على عدد كبير من اللاعبين، وفي جانب آخر هناك بعض المشاكل التي تحد من نجاح لاعبين، بحيث تكون البيئة التي أرى أنها عامل مهم في نجاح اللاعب غير موجودة فيحدث الفشل، كما أن هناك لاعبين ينجحون في ناد ويفشلون مع ناد آخر، وهذا حدث مع التون عندما كان في النصر لم يقدم النجاح المتوقع، وعندما ذهب للفتح شاهدنا نجاحاً باهراً للاعب". كماتشو: الأندية ورجال الأعمال هم المشكلة الحقيقية وأضاف الزيد: "كما أن هناك أمراً مهماً قبل التعاقد مع اللاعب الأجنبي يجب أن يكون للمدرب دور في ذلك كي لا تصطدم إدارة الكرة بقناعات المدرب ضد اللاعب الذي غالباً يكون كذلك، ومعرفة الخانة التي يحتاجها الفريق كي لا تحدث مشاكل تكلف النادي البحث عن لاعب آخر في وقت مبكر". واختتم الزيد حديثة قائلاً: "الجميع يتحدث عن فشل اللاعب الأجنبي في الملاعب السعودية، ونتمنى أن لا يحدث هذا في الموسم المقبل، كون البوادر تؤكد أن النجاح سيكون حليف أغلب الأندية خصوصاً التي أبقت على أجهزتها الفنية لموسم آخر، كون ذلك يعني أن التعاقد سيكون وفق متطلبات المدرب وحاجة الفريق". كماتشو من جانبه وصف مدرب المنتخب الأولمبي السعودي تحت 22 عاما الوطني خالد القروني حال اللاعب الأجنبي بالمحير، رافضاً وصف ما يحدث بالفشل لرؤساء الأندية، وقال: "ما يحدث أرى إنه سوء توفيق وليس فشلا للاعب الأجنبي، وهناك أكثر من عامل ساهم في ذلك بدءا بمسؤولي الأندية، مروراً بالأجهزة الفنية ووكلاء اللاعبين، والقصة تكمن في أن عدم وجود عقود طويلة الأجل بين الإدارة والمدرب تجعل الأول يبحث عن اللاعب الأجنبي بنفسه، خوفاً من اختيار المدرب الذي لن يطول عمره في الفريق بسبب تراجع مستوى الفريق حتى لو لفترة قصيرة جداً، وكذلك اختيارات المدربين الغريبة فالبعض يوصي بالتوقيع مع لاعب، ومن ثم لا نشاهده يلعب بشكل أساسي، وبخصوص وكيل اللاعب فهو خارج الحسبة كونه وسيطا يعرض اللاعب ولا يتحمل النجاح أو الفشل، لذا يمكن تلافي ما يحدث في طرق عدة أهمها جلب اللاعب المناسب في المكان المناسب، والحرص على توصيات المدربين، ونوعية اللاعب". يتارا واختتم القروني قائلاً: "نشاهد نجاحا ملحوظا للاعب البرازيلي الذي أرى إنه الأنسب والأكثر مضمونية خصوصاً للكرة السعودية، كون طريقة لعبه قريبة جداً من إمكانياتنا وبالتالي يستفيد منه الفريق بشكل أكبر غالباً، كما أن الحرص على جلب لاعب مميز يعني تعاقدا ناجحا بنسبة كبيرة، كما أن الاستمرار على جهاز فني لفترة طويلة رغم استحالة حدوثه حالياً حسب وجهة نظري هو الطريق الأفضل لاختيار اللاعب المناسب في المكان الصحيح، كونه يعرف ما يحتاج من عناصر لكي يحقق النجاحات". خالد القروني