قرر الاجتماع الوزاري لمجموعة الدول الأساسية لأصدقاء سورية الذي اختتم أعماله مساء امس بالدوحة، توجيه كافة الدعم العسكري المقدم من الدول ذات العلاقة، وتقديم المواد والمعدات الضرورية فورا للمعارضة في الميدان، كل دولة حسب طريقتها الخاصة، لتمكينها من مواجهة الهجمات الوحشية التي يقوم بها النظام وحلفاؤه، وحماية الشعب السوري. كما قرر الاجتماع، في بيانه المشترك، اللجوء إلى جميع الأجهزة المختصة في الأممالمتحدة لدعم وحماية الشعب السوري، مشددا على وجوب منع عبور الميليشيات الداعمة للنظام وحلفائه والمتورطة في الأنشطة والعمليات العسكرية في الأراضي السورية، ودعا إلى السماح لفريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لإجراء تحقيق فيما ذكر عن استخدام أسلحة كيمائية. وأعرب البيان عن دعم الوزراء التوصل لحل سياسي يحفظ كرامة الشعب السوري ويوقف حمام الدم، ويسمح بالإفراج عن السجناء ويوصل المساعدات الإنسانية إلى الشعب، معبرا عن قلق الوزراء المشاركين بالاجتماع بشأن الطبيعة الطائفية المتنامية للصراع في سورية، وخطورة التطرف المصاحبة لهذه التطورات على الاستقرار والأمن الإقليمي والدولي. رئيس الوزراء القطري: لا خلاف بين المشاركين..ودولتان فقط تعارضان الدعم العسكري ونفى رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم وجود خلاف بين أصدقاء سورية، موضحاً أن هناك وجهات نظر لبعض الدول التي لديها أنظمة سياسية تحتم أخذ موافقات من برلماناتها ونحن نحترم ذلك، وأضاف ابن جاسم "أغلب الدول الموجودة .. ما عدا دولتين .. هي متفقة على الدعم العملي للمجلس العسكري، وهناك دولتان تدعمان في الإطار الإنساني والتدريب والمعلومات وكلاهما مطلوب، مشيراً إلى أن دولاً مستعدة لتقديم أشياء مهمة لا يمكن الإفصاح عنها بالتفصيل، معتبراً أن ذلك لا يعني عدم تفضيل الحل السلمي أو الوصول ل"جنيف 2 " فالحل السياسي هو الأقصر ولكن لدي شكوك لأن النظام السوري لديه خط واضح يسير فيه"، على حد قول الوزير القطري. وقال الشيخ حمد بن جاسم إن استمرار الوضع في سورية سيفتح المجال للإرهاب في المنطقة، وأوضح خلال مؤتمر صحفي عقده ونظيره الأميركي في ختام الاجتماع الوزاري حول سورية الذي اختتم في الدوحة مساء أمس أن النقاشات التي دارت بين الأصدقاء كانت بناءة وأن هنالك حاجة ملحة للمساعدات الإنسانية والعسكرية وقد خرجنا بنقلة نوعية في كيفية التعامل مع هذا الوضع. من جهته، أشار وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى أن ما حدث اليوم هو مختلف لأن ذلك هو الحال على الأرض أيضاً. وأضاف أن الرئيس اوباما قرر تقديم المساعدات التي لم يقدمها من قبل وأنه سيقدمها للمجلس العسكري، مبيناً بأنه لا يستطيع الحديث عن منظومات معينة وأية برامج مباشرة، وأوضح كيري أن كل دولة التزمت اليوم بزيادة الدعم استجابة لما يحدث على الأرض، وكذلك الأمر المختلف الآخر أن هذا استجابة أيضا لما تقوم به إيران على الأرض لأن هنالك لاعبين خارجيين يلعبون دوراً في سورية وهذا غير موجود في أي مكان لأن الأطراف المختلفة لا تلعب دوراً بهذه الطريقة.. والواضح أن هنالك عسكرة للوضع من قبل نظام الأسد، وهذا يخرق معظم القوانين الدولية، وما هو ملائم عند الوصول لحل سياسي، وقد قلنا بوضوح إننا سنقوم بخطوات لزيادة قدرة المعارضة والمجلس العسكري الأعلى من اجل معالجة الوضع على الأرض. ولفت الشيخ حمد بن جاسم أن بلاده ملتزمة بتسليم ما ترغب بإيصاله إلى القنوات الصحيحة المتمثلة بالجنرال سليم إدريس، ونحن دائماً عندما نقوم بدعم من هذا النوع يجب ان يذهب إلى المجلس العسكري. ووصف رئيس وزراء قطر تدخل أطراف إقليمية أو دولية في الصراع الدائر في سورية بأنه أمر غير صحي، وأن من شأن ذلك أن يفاقم الوضع، وأن هناك محاولات ألا تكون هناك حرب طوائف، لأن هذا الأمر سيكون خطيراً. وأضاف ابن جاسم بأن على الجميع أن يساهم في حل الموضوع سلمياً وذلك بانصياع الجميع لرغبات الشعب السوري في التغيير. وزير الخارجية جون كيري يتحدث خلال المؤتمر الصحفي بالدوحة. «رويترز» ولم يستبعد الشيخ حمد بن جاسم أن تحدث فتنة في المنطقة في حال استمرار الوضع بهذه الطريقة أو الاستخفاف بمشاعر الآخرين أو استبعاد حدوث رد فعل من قبلهم .. لذا - والحديث للشيخ حمد – يجب أن يكون هناك حسم لهذا الموضوع. وقال وزير الخارجية جون كيري بإمكان روسيا أن تلعب دوراً هاماً، وقد بدأوا بمشاركتنا بالموافقة على "جنيف-2" لتنفيذ "جنيف-1" . وأكد الوزير الأميركي قيام روسيا بتسليح النظام السوري لفترة، مضيفاً بينما تسعى موسكو للحل السياسي مكنت الأسد من مشاركة جهوده مع حزب الله وإيران والقيام بالإعلان عن هذه الحرب الأكثر عنفاً ضد شعبه. وأضاف كيري روسيا تقول إن هناك جهات تقوم بتسليح المعارضة وهذا أمر صحيح، ولكن المعارضة أوضحت أنها مستعدة لتقديم حماية لجميع الجهات الموجودة في سورية، بينما يقوم الأسد بحرب ضد معظم المناطق في سورية وهذا فارق كبير. وعبر الوزير الأميركي عن أمله في العمل مع الروس الذين قال إن لديهم مصلحة في الاستقرار، وعدم تشجيع الجهات المتطرفة في النمو، كما أن موسكو لديها مصالح طويلة الأمد في المنطقة، والرئيس بوتين عبر عن استعداده للعمل من اجل "جنيف 2". وأكد كيري أن أي طرف لن يتراجع عن تقديم المساعدة للطرف الذي اختار أن يساعده، وأن المهم هو استخدام نفوذنا من اجل إحضار الأطراف السورية المتنازعة ل"جنيف 2". وأوضح الشيخ حمد بن جاسم أن التدخل الإيراني ليس في مصلحة الاستقرار في المنطقة.