ليس بعيداً عن دمشق تقع بلدة معلولا التي ما زال سكانها البالغ عددهم سبعة آلاف نسمة من مسيحيين ومسلمين يتكلمون لهجة من لهجات اللغة الآرامية التي تكلم بها السيد المسيح. إلا أن هذه اللهجة يتكلم بها سكان قريتين أخريين قريبتين من العاصمة السورية هما بخعا وجبعدين بذلك يصل عدد الذين يتكلمون هذه اللغة حوالي 12 ألف شخص. وقد حافظ سكان القرى الثلاثة من الآباء والاجداد على اللغة محكية وأهملوا شكلها الكتابي. أما اليوم فقد تصدى بعض محبي هذه اللغة لمهمة إحيائها من جديد فأقيمت دورات تعليمية في معلولا لكتابتها والنطق بها على السواء. وتقع معلولا التي تعني بالآرامية «الطريق الضيق» على سفح جبل العسل على بعد 50 كيلومتراً شمال شرقي دمشق والبلدة تعود الى عصور ما قبل التاريخ حيث دلت التنقيبات الاثرية هناك ان البلدة سكنها الانسان على فترات متتالية في العصور الحجرية. ويقول جورج رزق الله الذي عكف مؤخراً على تدريس هذه اللغة منذ إنشاء معهد تعليم اللغة الآرامية برعاية الرئيس السوري بشار الأسد ومحافظ ريف دمشق في الصيف الماضي ان مركز التعليم «يلقي اقبالاً كبيراً على تعلم اللغة منذ الايام الأولى من بدء التعليم». ورغم ذلك فإن رزق الله يخشى اندثار آرامية معلولا حيث «انها غير مكتوبة ولا مقروءة كما ان الهجرة من البلدة الى العاصمة يزيد من الخوف عليها أكثر». ويقول رزق الله أن محاولاته لأحياء اللغة بدأت منذ زمن بعيد حيث تكللت جهوده بإحياء قداس باللغة الآرامية عام 1994 في دمشق إلا أن هذه الجهود لم تستمر بسبب تفريق الجوقة التي اشرف على تعليمها إنشاد التراتيل بهذه اللغة.