كل منطقة أو إقليم يعتز بعلمائه وأدبائه ومؤرخيه وشعرائه، بل ان كل مدينة وقرية في إقليم سدير تسجل بماء الذهب أسماء أبنائها الذين كان لهم إسهام في كافة النواحي الثقافية والعلمية والإدارية وخدمة المجتمع إلى جانب رجال الأعمال بما يقدمونه في خدمة بلادهم وقراهم. ولو استعرضنا بعضاً من تاريخ ومآثر رجالات ونساء سدير لوجدنا أن هناك كنوزا من المعرفة والعلم. فهناك علماء في الشريعة والفقه كان لهم دور هام في الجزيرة العربية، وهناك شعراء ذاع صيتهم وانتشرت أشعارهم حتى أصبحت من أجمل ما قيل في مختلف صنوف وأذواق الشعر، وقلما نجد ديوان شعر إلا ولشعراء سدير الباع الطويل. والموروث التاريخي قبل ثلاث مئة سنة يذكر أن إقليم سدير كان من أبرز الأقاليم في العلوم الشرعية وحتى قبل مئتي سنة كان يوجد ما يزيد على سبعين عالماً وعشرات المؤرخين ومعظمهم قام بتأليف الكتب وبعضها لا يزال يدرّس في جامعاتنا. بل إن بعضها تم تحقيقه حديثاً ونال بعض المحققين الدرجات العلمية العالية. كما أن هناك العديد من المؤلفات لا تزال لم تر النور وتحتاج إلى من يحققها ويطبعها، وأذكر انه قبل خمسة عشر عاماً قمت بدعوة بعض حملة شهادات الدكتوراه في مدينة روضة سدير وكان عددهم يزيد على أربعين استاذاً جامعياً أو في مناصب حكومية عالية. هذا في روضة سدير ولاشك أن مدن سدير التي يزيد عددها على أربعين مدينة قد يكون لديها من حملة الشهادات الجامعية والشهادات العليا أكثر من غيرها. ومعظم هؤلاء الأساتذة الأفاضل قد قدموا رسالات علمية لنيل الماجستير والدكتوراه. ويا حبذا أن ينشأ ناد أدبي يستطيع جمع هذا التراث والعلم والثقافة والشعر والأدب وأن يعنى بكل موروثاتنا العلمية لحفظها ونشرها وطبعها. فنحن وأبناؤنا في أمس الحاجة لمثل هذا النادي الأدبي والذي أصبح ضرورة للحاضر والمستقبل. وما أجمل أن يتبنى هذا العمل بعض رجالات الأدب والشعر في إقليم سدير ويكون دعمهم من رجال الأعمال من أبناء سدير وهم أهل لذلك. والله الموفق.