الإرشادات الطبية والصيدلية أمر في غاية الأهمية، ولو تتبعنا مسيرة الدواء سنجد أنه يمر بمراحل من لحظة وصفه من قبل الطبيب حتى وصوله ليد المريض مروراً بالصيدلي والسلسلة لا تتوقف على هذا الثلاثي الأساسي بل تشمل أحيانا السائق والمندوب المكلف بجلب الدواء ومن ثم القائم على العناية بالمريض في المنزل لتمتد سلسة طويلة من الأيدي تتلقف الدواء حتى وصوله ليد المريض وقد يحصل الخطأ في أية مرحلة من هذه السلسلة. إن الأهمية تكمن في أن يتناول المريض دواؤه بطريقة صحيحة، ولنصل لهذه النتيجة قليلاً ما نعير اهتماماً بمراحل صرف الدواء حتى لحظة وصوله ليد المريض فقد يحصل الخطأ في أي مرحلة مما يؤدي بالتالي إلى تناول خاطئ ونتيجة كارثية في النهاية، وكثيراً ما تساءلت.. إذا كان المقصود هو الفهم الصحيح لتناول الدواء ومعرفة حقيقية بالدواء وتأثيراته؟.. فما هو المبرر في كتابة النشرات الطبية وتعليمات الدواء المرفقة داخل علب الدواء بخط صغير لا يكاد يقرأ، ناهيك عن الصياغة العلمية المقعرة المستخدمة في وصف مكونات الدواء أو أسباب الاستعمال والجرعات المناسبة، تذكرني بعقود البنوك التي لا تقرأ إلا بمجهر مكبر وكأن الهدف هو ألا تقرأ وتصاغ بصيغ قانونية معقدة لكي لا تفهم، هذا في تعاملات لها علاقة بالمصالح المادية والاستغلال، ولكن حين نتحدث عن شكل وأسلوب نشرات شرح فعالية الدواء فنحن هنا نتحدث عن صحة الإنسان. إن المطلوب من المسؤولين والمهتمين بصحة المواطن هو الاهتمام بشكل ومضمون النشرات الطبية المرفقة مع كل دواء من حيث الشكل أن تكون واضحة مقروءة ومن حيث المضمون أن تصاغ بلغة مفهومة تناسب فهم العامة لتحصل الفائدة المطلوبة. * التثقيف الصحي