تطرق الأخ الصحفي سعدون العويمر في سؤال وجهه لي، في مقابلة صحفية نشرت في زاويته في جريدة الرياض، إلى ذكر "ساهر"، وفي مناسبة ضمت عددا من الأقرباء والزملاء أثير موضوع نظام "ساهر"، فكان لي وجهة نظر وخاطرة، رأى بعض الحضور ضرورة طرح هذه الخاطرة على "ساهر" فلعله يلتقطها، وألخصها في هذه الأسطر. تعدد الأوجه: لكل شيء من حولنا أكثر من وجه، ومما لا شك فيه أن لنظام "ساهر" المروري الحالي وجهان؛ وجه مشرق، ووجه أقل إشراقاً، قد يرى فيه بعض الناس نوعاً من البشاعة والرعب والإرباك والاستغلال المادي. ونتساءل: لماذا لا يكون ل "ساهر" وجه ثالث، يكون أكثر إشراقاً، يفتخر به "ساهر" إذا ما كشف عنه أمام المجتمع. مما لا شك فيه أن الوجه المشرق ل "ساهر" يظهر بوضوح في انخفاض المخالفات المرورية التي غالباً ما تتسبب في إصابات فادحة تودي بأرواح، وإعاقات، وخسائر في ممتلكات، ونفقات علاج، وغير ذلك. الوجه الأقل إشراقاً، هو ما يسببه رصد المخالفات التي تفرضها عدسات "ساهر" على المخالفين من رعب وإرباك وعبء على جيوبهم، دون عوض، وكأن هدف رصد هذه المخلفات هو نشر الرعب والابتزاز!! نعم يرصد "ساهر" المخالفة، وتُفرض العقوبة، وتُدفع الغرامة التي قد تتضاعف. ولكن ماذا بعد؟ هل غرض "ساهر" تصيد أخطاء ومخالفات الناس، والتشفي بتصويرها وفضحها!!، وفرض غراماتها؟ وحسب. وهل تزداد سعادة "ساهر" بتزايد أعداد المخالفين، وتنوع المخالفات! وبهذا هل يكون هدف "ساهر" هو جمع الأموال الطائلة؟ وإذا كان هذا واقعاً، ألا يعد هذا نوع من أنواع الابتزاز المادي! ما الذي قدّمه "ساهر" كبديل؟ إن الذي يدعوني إلى طرح مثل هذه التساؤلات هو سؤال جال في خاطري، ما الذي قدمه "ساهر" للتقليل من المخالفات قناعة وممارسة حضارية، لا خوفًا من عدساته؟ أين دور أموال "ساهر"؟ إننا نتطلع أن يكون ل "ساهر" وأمواله الطائلة التي جباها ويجبيها دور في الحد من المخالفات بالتوعية المرورية، ونشر ثقافة أن "القيادة فن وذوق وأخلاق"، وليس بالرصد والغرامة وحسب. لم لا يكون لنشر الوعي بأسباب السلامة المرورية أولوية ل "ساهر" لمنع وقوع المخالفات قبل تصيّدها؟ أين جهود "ساهر" في نشر كتيبات ومحاضرات الثقافة المرورية لعموم الناس؛ في المدارس، في الأسواق، في الطرق، وغيرها. أين أثر الأموال التي جمعها "ساهر" في خدمة المجتمع؟ الوجه الثالث ل "ساهر": لم لا نرى عربات "ساهر" تجوب الطرق السريعة لإسعاف العربات المتعطلة؟ لم لا نرى "ساهر" يتبنى أعمالًا خيرية؟ لم لا نرى "ساهر" يرعى مهرجانات، ومؤتمرات، ولقاءات، واجتماعات، وندوات، وورش عمل، علمية وثقافية وتوعوية؟ لم لا نرى "ساهر" يمد يد العون للمصابين بحوادث المرور وأسرهم؟ لم لا نرى لمسات حنان من "ساهر" للراقدين على الأسرة البيضاء؟ لم لا نرى لوحات ثقافية وعلمية ل "ساهر" في الشوارع والطرق؟ لم لا نرى تفاعل "ساهر" مع فعاليات ومناسبات الوطن؟ لم لا نرى.. ولم لا نرى.. ولم لا نرى.. شكرًا أيها الصديق "ساهر"!! إننا نتطلع أن يكون "ساهر" صديقًا نسعد برؤية اسمه وشعاره، ونستفيد من خدماته حيثما كان هناك مجال لبناء وخدمة وطننا الغالي.