إن ماتعرضه علينا قنوات التلفزة الفضائية العربية من مسابقات في استعراض للأصوات الفنية وصل مرحلة الخيانة الوطنية والجشع الأخلاقي مقارنة بما يدور في عالمنا العربي الذي أثقلته الجراح ووصل مرحلة اليأس واللاعودة من فقر اقتصادي مُدقع وبين أوضاع سياسية متدهورة وقتل ونزف للدماء في سوريا لازال مستمراً ولازال أولئك السماسرة مستمرين في عرض مسابقاتهم الهالكة التي يراد منها المال على حساب الفن الأصيل وعلى حساب الوطن العربي الذي ماعاد يحتمل سخافتهم المطلقة تحت اسم الحرية الإعلامية بينما هي تندرج تحت الإعلام العاق او الإعلام الأصفر الزائف الذي لا يحمل حساً وطنياً ولا حتى أدنى شعور إنساني نبيل. كفى سخرية ً وكفى احتقاراً لعقل المشاهد العربي الذي احتقره العالم بسبب ماتبثونه من انحطاط لا يمت لنا بصلة. كفى عبثاً بالفن الأصيل الذي هو بريء من ما تبثة شاشاتكم من تشويه لتاريخه الجميل الذي اكتسبه من جمال وموهبة أبناء هذا الوطن العربي الكبير لا من عبثكم ومن مهازلكم الهزيلة. كفى استهتاراً بمشاعر المواطن العربي الذي يحتاج للدين والعلم والوعي والثقافة والدراما والنظام والحضارة والرقي وانتم تكررون تلك البرامج التافهة حتى صارت عقولنا لا تعرف من التلفاز سوى الركاكة والوضاعه والإهمال. كفى عبثاً بالإعلام الهادف الذي غاب ومات ورحل بعدما تجرّع سمومكم التي تبثونها في كل مكان. لست مع اللطم والبكاء على مايحدث ولكن هناك اولويات يجب إدراكها وتوعية المشاهد لها. السبب الرئيسي لتحول المشاهد الى الإعلام المرئي الجديد هو ماتبثه شاشاتكم التافهة وماتمليه عليه من سخف وتدهور في الموضوعية وبعدها عن المنطق والواقع والمستقبل. كفى وكفى وكفى. احترموا عقولنا وعواطفنا فلا تعتقدوا أنكم ستفرون من السؤال امام رب العالمين فيما قدمتم لهؤلاء الشباب وتلك الفتيات من برامج دمرت اخلاقهم ومعتقداتهم ودمرت هويتهم الإسلامية العربية الأصيلة.