اشتكى تجار ومستوردو المنسوجات والأقمشة من طول إجراءات مصلحة الجمارك في فسح شحنات الأقمشة المستوردة وخصوصا عند فحص العينات لدى المختبرات الخاصة، وتأخير ظهور نتائج الفحص، أو عدم اجتيازها الفحص لعدم المطابقة مع المواصفات القياسية السعودية، ومن ثم رفض الجمارك دخول البضائع مما يكبد التجار خسائر فادحة. وجاءت شكوى التجار لدى لقائهم مع مدير عام الجمارك صالح بن منيع الخليوي خلال زيارة وفد لجنة المنسوجات المنبثقة عن اللجنة التجارية بغرفة الرياض برئاسة رئيس اللجنة محمد بن عبدالعزيز العجلان، وحضور سليمان بن حمد اليحيى رئيس لجنة المنسوجات، ومشاركة عدد من كبار الموظفين بالجمارك. وأبدى التجار معاناتهم من مختبرات الفحص وتأخرها في إعلان نتائج فحص العينات، واشتكوا من رسومها المرتفعة، كما اشتكوا من أن الجمارك رغم تقديرهم لدورها كبوابة تحمي البلاد من دخول المواد الممنوعة والبضائع المغشوشة إلا أنها لا تكتفي بشهادات المطابقة المصاحبة للبضائع والصادرة من مختبرات خارجية معتمدة من قبل المملكة وتصر على إعادة المطابقة محلياً، كما يتسبب ذلك التأخير في تكبد التجار دفع رسوم أعلى للأرضيات في منافذ الجمارك. الخليوي واتهم التجار بعض المختبرات الخاصة بتشددها في تطبيق الشروط اللازمة لاجتياز الفحص رغم وجود نسبة سماح عالمية، وقالوا إنه في حالات كثيرة تكون البضاعة مجازة من مختبرات عالمية خارجية، لكنها لا تجتاز الفحص في الداخل لأنها تتمسك بمعايير مثالية، واشتكوا من أن التأخير في إظهار النتائج أو رفض الشحنات يكبدهم خسائر فادحة وقد يفوت عليهم الموسم، مما يفتح الباب للأجانب والمتلاعبين في السوق بمزاحمتهم وقد يفضي لخروج الكثير من تجار الجملة والتجزئة من السوق لصالح فئة من الأجانب. ورد مدير عام الجمارك على شكاوى التجار بقوله إن الجمارك تعطي المختبرات الخاصة مهلة 15 يوماً فقط لإجراء الفحص على العينة، وإذا تأخر في إظهار النتائج فيحرم من حقه في تحصيل قيمة الاختبار، كما أوضح أن الجمارك لا تحصل رسوم أرضيات على البضائع التي تنتظر الفحص. واقترح الخليوي أن تقوم اللجنة التجارية ولجنة المنسوجات بغرفة الرياض بتنظيم ورشة عمل بالتعاون مع الجمارك تدعي لها الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة لإلقاء الضوء على مواصفة المنسوجات القياسية السعودية وتعديلها بما يتمشى مع واقع صناعة المنسوجات العالمية. وذكر رئيس اللجنة التجارية بالغرفة محمد العجلان أن اللجنة ستتولى الترتيب للورشة وعقدها في وقت مناسب، مفيدا بأن التجار أثاروا مع مدير عام الجمارك العقبات التي تواجه الشاحنات السعودية لدى عبور منفذ جسر الملك فهد مع الجانب البحريني نتيجة التكدس والزحام، وأن الاتصالات جارية بين الجمارك وبين الجانب البحريني لتأمين مواقف للشاحنات في الأراضي البحرينية، مشيراً إلى أن الجسر يعبره حالياً نحو 1500 شاحنة يومياً بينما كان تصميم الجسر يسمح بعبور عدد محدود من الشاحنات عندما تم إنشاؤه. وقال العجلان إنه بخصوص رغبة التجار في قيام الجمارك بتأجيل شرط وجود صلاحية الاستيراد والتصدير في السجل التجاري للتاجر إلى وقت لاحق نظراً لدخول ذروة الموسم، والحاجة لتأمين احتياجات شهر رمضان وموسم الحج والأعياد، أفاد مدير الجمارك أن هذا الشرط قديم وأنه ليس ملحاً، كما أن تعديل ملاحق الشركات الكبيرة والمساهمة يتطلب وقتاً طويلاً، كما دعا مدير الجمارك التجار للاشتراك في خدمة جوال الجمارك للتعرف ومتابعة سير الشحنات ومعرفة التأخير والإجراءات الجمركية التي تم تطبيقها على الشحنة وما يطبق عليها من رسوم.