وسط كثير من التحديات والعراقيل، انطلقت أمس أعمال الجلسة العامة الثانية لمؤتمر الحوار الوطني برئاسة رئيس المؤتمر عبدربه منصور هادي وبحضور مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني وسفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية وأعضاء مؤتمر الحوار الوطني. وتستمر الجلسة العامة الثانية شهراً كاملاً، يناقش فيها الأعضاء التقارير المرفوعة من فرق العمل التسع خلال 80 يوماً أمضوها في النقاش والنزول الميداني، وسيتم التصويت على تلك القرارات والتوصيات المرفقة بها. وقال الرئيس عبدربه منصور هادي في كلمته "تنعقد جلستنا العامة الثانية في ظل متغيرات ومستجدات وإنجازات إيجابية وخطوات كبرى قطعناها بحمد الله في اتجاه رسم معالم اليمن الجديد، يمن العدالة والمساواة والحرية وبهدف تحقيق أسباب النجاح لمؤتمر الحوار الوطني، فقد عملنا مع كل القوى الوطنية الشريفة وبوتيرة عالية على استكمال هيكلة الجيش وانتهت وإلى الأبد هواجس الاقتتال وأصبحت بنية قواتنا المسلحة بنية وطنية تعلو على العصبيات الضيقة". وتحدث عن الإرهاب وتأثيراته السلبية على اليمن، وقال إنه استغل أزمات البلاد الطاحنة وظهر مجدداً في محافظة حضرموت لكن القوات المسلحة -حسب قوله- عملت على القضاء على رؤوس تلك الفتنة. ودعا هادي أعضاء وعضوات الحوار الوطني إلى أن يدركوا حجم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم وحجم الأخطار الجسيمة التي تواجه الوطن والتي تستدعي منكم العمل بروح الفريق الواحد والتخلص من مكائد السياسة ومزايداتها وأن تغادروا الماضي بكل تفاصيله لأن المهمة الموكلة إليكم هي رسم معالم المستقبل وأن لا تستحضروا موروثات الصراع إلا لأخذ العبرة والدروس التي يمكن أن تساعدكم على الانتقال إلى آفاق المستقبل وتجنبكم تكرار أخطاء الماضي. وقدم هادي باعتباره رئيساً لمؤتمر الحوار تقريراً موجزاً عن أهم ما أنجزه مؤتمر الحوار الوطني، وحذر هادي من عرقلة مؤتمر الحوار لتحقيق مكاسب سياسية من قبل كافة القوى والسياسيين، ما يجعلهم في مواجهة مع الشعب اليمني. وقال جمال بن عمر إن الأممالمتحدة والمجتمع الدولي سيظلان داعمين لخيار الحوار في اليمن وللقرارات التي اتخذها ويتخذها الرئيس هادي والمرتبطة بتنفيذ المبادرة الخليجية بالتواصل مع مجموعة الدول العشر. وزاد :"لا شك أن التحديات ستظل قائمة، لكني على ثقة أن الحكمة اليمنية والإرادة السياسية ستنتصران في النهاية لما فيه خير هذا البلد وشعبه. وأؤكد لكم مجدداً أن مجلس الأمن الذي لطالما ساندكم بصوت واحد، سيواصل دعم العملية السياسية وجهود الرئيس عبد ربه منصور هادي. وستواصل الأممالمتحدة وضع اليمن في مقدمة أولوياتها، وتوظيف الموارد والخبرات الضرورية لإنجاح هذه التجربة." بدوره أكد الزياني اهتمام أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي باليمن وحرصهم على أمنه واستقراره وازدهاره مؤكداً متابعة أصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل. ووصف الزياني المرحلة الحالية بالمتقدمة التي تعزز قناعات دول مجلس التعاون بأن الإرادة اليمنية قادرة على تخطي الصعاب. وأوضح أن دول مجلس التعاون مستمرة في التعاون من أجل استكمال ما تبقى من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتأييد مجلس التعاون لجميع القرارات التي تتخذها القيادة اليمنية على هذا الصعيد.