لقد طالعتنا الصحف في الأيام الماضية بقرار خفض رواتب أطباء الإمتياز من 10700 الى 6000 ريال فقط. في البداية لم نصدق الخبر لهول الصدمة التي منينا بها جراء هذا القرار. إني وزملائي طلاب كليات الطب في المملكة العربية السعودية،، نناشد المسؤولين بمراجعة هذا القرار، نحن لانشك في قدرات وزاراتنا العملاقة ولكن..إن طبيب الامتياز قد تخرج من الطب بعد سنين طويلة قضى فيها أجمل أيام حياته في الكد والسهر والتعب. إن الراتب الذي يتقاضاه طبيب الامتياز ليس هدية دون مقابل، بل هو مقابل العمل الذي يفوق في الجهد والمدة عمل الأطباء الذين تخرجوا من سنين،، وهذا بشهادة الجميع، عليكم بالمشاهدة ثم الحكم. طبيب الامتياز يقضي طوال نهاره في أروقة المستشفى، وطوال ليله في المناوبات. يعمل ليل نهار دون انقطاع، وبروح الطبيب الذي يأتيه المريض ليعالج آلامه ويمنحه الشفاء بإذن الله تعالى. فكيف يعالج الألم من يتألم؟؟ بعد ما شاب رأسه من السنين والعمل والسهر والإبحار في كتب الطب الضخمة والمسؤولية التي لا توازيها مسؤولية، فهو مسؤول ويتعامل مع أرواح البشر؟؟ ليعلم الجميع أن مصروفات طبيب الامتياز تفوق غيره بكثير: فهيئة التخصصات الصحية تطلب منه على كل اختبار مايقارب أو يزيد عن 3000 ريال لكل اختبار.. بعد ذلك تزداد طلبات الاختبارات من المبالغ التي قد تصل لنصف الراتب لكل اختبار.. والكتب التي يتجاوز قيمة بعضها الألف ريال للكتاب الواحد والطبيب مضطر لمتابعة كل ماهو جديد في عالم الطب بشكل دوري ومستمر.. والمعدات الطبية والأدوات، وغيرها من السفر لمتابعة التدريب......الخ. يأتي قرار وزارة التعليم العالي بخفض راتبه الى النصف، بعدما كان هذا الطبيب قد بنى آماله على راتبه ليتزوج ويسكن ويلبي بعض احتياجاته. لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.. فحال طبيب الإمتياز يقول ذهبت الآمال أدراج الرياح. ضاعت الأحلام الوردية. ضاع العمر دون جدوى. فيا للمعاناة ويا لقسوة القرار. وأخيرا: أتقدم بالعزاء والمواساة لزملائي طلاب كليات الطب وأقول: زرعنا فلم نحصد سوى الحزن والأسى تعبنا ولكن ليتنا لم نتعب؟؟؟؟؟