لتحقيق اليمين اليهودي أهدافهم فإنهم يقومون بنشاطات مكثفة لحمل الإسرائيليين اليهود على معارضة الانسحاب، من بينها محاولة عرقلة السير في البلاد، كانت هناك حملة نثروا بها المسامير والحجارة في الشوارع الرئيسية واقناع الجنود بعدم تنفيذ الأوامر بإخلاء المستعمرين من المستعمرات بالقوة. وقد لبى عدد من الجنود هذا النداء، على الرغم من ان عددهم كان قليلاً. كما يقومون بتوزيع المناشير ونشر الإعلانات في الصحف وغيرها من النشاطات الداعية إلى التصدي لسياسة الحكومة بكل الأساليب بما في ذلك العنف. كما ان الشعارات المكتوبة على الجدران تحمل نفس الأهداف، متهمة شارون بالخيانة وتدعو إلى التخلص منه لأن الخطوات العازم تنفيذها تتناقض كلياً مع كل مقومات الدولة اليهودية بأبعادها الدينية والقومية والسياسية المتطرفة. فقد جاء معظم اليهود إلى فلسطين لسببين أساسيين: الأول الهروب من التمييز ضدهم في أوروبا المتحضرة، والذي لاحقهم على مدى العصور لأسباب كثيرة يتحمل اليهود جزءاً منه والثاني بهدف إقامة دولة يهودية على أرض الأجداد بعد «تحريرها من المغتصبين العرب». والواقع ان المتطرفين بنوا فلسفتهم على البند الثاني، معتبرين ان تطوير هذا التفكير هو الذي سيدفع اليهودي إلى ترك وطنه الأصلي والهجرة إلى فلسطين جرياً وراء سراب «دولة شعب الله المختار». هذا الاحساس هو الذي شجع الكثيرين من اليهود على السكنى في المستعمرات اليهودية التي أقامتها حكومات إسرائيل، منذ احتلال عام 1967م على الأراضي المحتلة ومنحت سكانها من المستعمرين الذين قبلوا العيش فيها امتيازات خاصة بالضرائب وأسعار المنازل وغيرها من الأمور. ولكن انتفاضة الشعب الفلسطيني منذ احتلال 1967م وتطورها وعدم منح الإسرائيليين راحة بال هي من العوامل الأساسية التي دفعت حكام إسرائيل من اليسار واليمين، إلى التفكير بإيجاد معادلة جديدة لحل القضية الفلسطينية، بأي شكل من الأشكال.