نشر المركز المالي الكويتي "المركز" مؤخرا دراسة حول صناعة الإعلام في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث يقدم في هذا الدراسة تحليلا للمتغيرات في صناعة الإعلام في المنطقة. وتشير الدراسة إلى أن صناعة الإعلام حول العالم باتت تواجه العديد من التحديات منذ أن ابتدأت الأزمة المالية العالمية في 2008 وأبرز هذه التحديات هو انخفاض الدخل، إلا أن وسائل الإعلام في دول مجلس التعاون الخليجي لم تتأثر بالقدر الذي تأثرت به وسائل الإعلام في الاقتصادات الغربية، وتقوم الشركات في المنطقة حالياً برفع ميزانياتها المخصصة للإنفاق الإعلاني في ظل بوادر التعافي في العديد من الاقتصادات حول العالم. وفي عام 2012، بلغ الانفاق الإعلاني في دول مجلس التعاون الخليجي 4.8 مليارات دولار بنمو نسبته 5% مقارنة بعام 2011، وتستحوذ الإمارات على أعلى نسبة من الإنفاق الإعلاني في المنطقة 33%، وتليها المملكة بنسبة 30%، ثم الكويت بنسبة 20%. كما تتطرق الدراسة إلى التغيرات المتسارعة في سوق صناعة الإعلام بسبب التقدم التكنولوجي الكبير والتغيير في سلوك المستهلك، حيث يشهد الإعلام الرقمي نمواً في تأثيره وفاعليته، ويستحوذ حالياً 18% من الإنفاق الإعلاني في العالم والذي يتوقع له أن ينمو بسبة 20% بحلول عام 2014. إلا أن الإعلام المطبوع مازال يستأثر على 71% من إجمالي الإنفاق الإعلاني في دول مجلس التعاون الخليجي. وعلى الصعيد العالمي، يعاني الإعلام المطبوع من تراجع أرقام التوزيع، خصوصاً في الولاياتالمتحدة وأوربا، وفي عام 2011 تراجع توزيع الصحف في أمريكا الشمالية بنسبة 4.3%، وتراجع في أوربا بنسبة 3.4%. وفي المقابل، شهد توزيع الصحف في منطقة الشرق وشمال أفريقيا أكبر نمواً في العالم بنسبة 4.8%، بينما شهد توزيع الصحف في آسيا نمواً بنسبة 3.5%، وفي دول مجلس التعاون الخليجي، مازال الإعلام المطبوع يحظى بثقة المستهلكين أكثر من وسائل الإعلام الأخرى، ولذلك شهد معدل نمو سنوي مركب بنسبة 3.5% خلال الفترة من عام 2007 إلى عام 2011. وبالنسبة للتلفزيون، مازالت القنوات المجانية تستحوذ على النصيب الأكبر من السوق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وبلغ دخل الإعلانات التلفزيونية في دول مجلس التعاون الخليجي 693 مليون دولا، وهو ما يشكل 14% من إجمالي الدخل من الإعلانات في المنطقة عام 2012.