دعا متخصصون في الشأن الشرعي والتربوي والأكاديمي، إلى أهمية توعية المجتمع وخصوصاً الشبان بأن التجمهر على الحوادث يتسبب في تأخر إنقاذ المصابين، وأن تصوير الحوادث أو المصابين هو تعدٍ على الآخرين، مشيرين إلى أهمية دراسة مثل هذه الظواهر ومعالجتها عبر التوعية وإصدار العقوبات، وذلك على خلفية ما جرى في منطقة جازان بعد تجمهر شبان على أحد الحوادث المرورية واعتدائهم على المسعفين بعدما تم نهرهم عن تصوير جثث الموتى والمصابين. النقيب سعيد يحيى القحطاني وأكد الشيخ طه البار وهو احد أعضاء لجنة ألإصلاح في المحافظة، أن التجمهر على الحوادث وتصويرها لها انعكاسات سلبية، وقال: "تصرفات بعض الشبان التي تصدر منهم عن حسن نية قد تنعكس سلباً على الآخرين"، منبهاً الشبان إلى عدم التسرع في نشر ما يسيء إلى الآخرين، وعدم تصوير الحوادث التي من المفترض ألا يطلع عليها عامة الناس، وأن يكون دورهم دور المتعاون المتفاني في خدمه مجتمعه، وألا يتسببوا في إعاقة الحركة المرورية وتعطيل رجال الهلال الأحمر والدفاع المدني في انقاذ وإسعاف المصابين. الدكتور محمد أحمد النهاري وقال فني طوارئ إسعاف عيسى طواشي، إن التجمهر على الحوادث يعيق جهود الهلال الأحمر، داعياً إلى مزيد من الوعي بأن مثل هذا التجمهر يعرقل سير إنقاذ المصابين، لافتاً إلى أن تصرفات الشبان لا يكف عن التجمهر فحسب إنما يصل الأمر إلى التصوير. فيما يشير فني طوارئ إسعاف محمد سرور، إلى أن سيارة الإسعاف تعاني من عرقلة في السير بسبب تصرفات بعض الشبان، إذ يقومون بمضايقتها والسير أمامها، في حين أن بعضهم يمتد أذاه إلى تصوير المصابين والموتى في الحوادث، مشيراً إلى أنهم يضطرون في بعض الأحيان إلى إبلاغ الدوريات الأمنية لمنع هذا الأذى الذي يتعرض له المسعفون، داعياً إلى الإسهام بشكل إيجابي مع رجال الهلال الأحمر وإفساح الطرق لهم وترك مكان الحادث للمسعفين ليقوموا بدورهم. الشيخ طه البار من جهته، أوضح ل "الرياض" مدير شعبة مرور أبو عريش النقيب سعيد يحيى القحطاني، أن الجهات التي تباشر الحوادث المرورية تشكو من التجمهر على رغم من علم المتجمهرين أن ما يقومون به تصرف خاطئ يعيق كل الجهود المبذولة لإنقاذ المصابين، لافتاً إلى أن من بين الظواهر السلبية هي تصوير الحوادث وخصوصاً حينما يكون الحادث لعائلة، داعياً إلى ضرورة توعية المجتمع عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حول بعض الظواهر التي تؤثر على عمل الجهات التي تباشر الحوادث. الشيخ محمد ابو جبل وقال الدكتور محمد احمد النهاري أكاديمي في النحو والصرف: "إن المأمول من الشباب حين وقوع الحوادث أن يكونوا في حالة استعداد لنقل المصابين وإسعاف المحتاجين لا أن يكون همهم التصوير، فما بالكم بأسرة منكوبة وامرأة لا قدر الله تنكشف عنها ثيابها فأين الستر الذي حث علية الشرع؟ وكيف لو كانت المصابة أختاً لاحدهم أو أُماً أو زوجة؟، أتطيب نفسه أن يراها الناس في حالة غير لائقة إن الأخلاق والقيم لترفض علينا سلوكا غير ما يفعله بعض الشباب أثناء الحوادث. وتحدث مدير الثانوية الأولى بنين بأبي عريش احمد الحمزي، عن الظواهر التي تقع في محيط الحوادث، مؤكداً أن التجمهر يعيق عمل الجهات المعنية ويعرقل إنقاذ المصابين، وقال: "من المؤسف أنه حينما يقع حادث مروري نرى التجمع على ذلك، ما يسبب عدم تمكين رجال الهلال الأحمر والمرور والدفاع المدني من مباشرة عملهم". ويضيف: "إن ظاهرة تصوير الحوادث غير حضارية، خصوصاً لو حدث التصوير على حادثة لعائلة لأن في ذلك هتك لحرمة الغير". من جهته، أكد عدد من الشبان ل "الرياض" رفضهم لمثل هذه التصرفات التي تحدث خلال وقوع الحوادث، داعين إلى مزيد من الوعي تجاه هذا الأمر. أحمد الحمزي