الأسلاك الشائكة: أسلاك اكتشفها الأمريكيJ f Glidden لتسييج الحقول ومراقد الحيوانات عوضا عن السياج الخشبي، كما استعملت لعزل الهنود الحمر ثم اتخذت وظيفة عسكرية قبل أن تقترن برمزية سياسية دالة على الاضطهاد السياسي وما يتضمنه من قسوة معاملة ومنع وعزل، وهي أيضا موانع لكل من تجاوز بلا استئذان. إن لكل صناعة غاية، وانقلاب المنافع إلى مضار يكشف عن تناقص الغايات وكسل البرهنة، والتباس شديد محبط. قد لا نختلف في الغايات بقدر اختلافنا في السبل إليها، بل إن الغايات تعد قاسما مشتركا تلتقي حوله الشعوب. غالبا ما تغرينا النتائج المرتقبة وقد تخلو مواقفنا من مواجهة التناقض والتناقص، وننتزع إشارة ذات طابع شكي لنصل إلى واقع الفشل الذي يحدق دائما بالأفعال والخيارات، ثم تتنوع أسئلتنا بقدر تنوع مطالبنا ونبدأ في صف الصيغ التساؤلية صفوفاً طويلة لا نهاية لها، ونسرف في مفهوم :الكيف، والكم والمتى، والأين إلى باقي صيغ التساؤلات، وكثيرا ما نستغرب من أمر أناس يظلون متمسكين بأفكارهم رغم ما يقام لهم من أدلة عقلية على بطلانها ما يدعونا إلى البحث عن الأسباب التي تجعل المرء مصرا على الخطأ رغم وضوح صور الغايات المثالية وجودة وسائلها.. وقد اهتم ميكافيللي بأن يكشف من التاريخ القديم ومن الأحداث المعاصرة له : كيف تُنال الإمارة، وكيف يُحتفظ بها، وكيف تُفقد، وانتهى إلى رأي في السياسة يتلخص بالعبارة المشهورة (الغاية تبرر الوسيلة).. وفي الفصل الثامن من كتابه - الأمير - ذكر انه ينبغي للأمير أن يحافظ على العهد حين يعود عليه بالفائدة فقط، وإلا فيجب عليه أن يكون غدّاراً يقول : بيد انه من الضروري أن يكون الأمير قادراً على إخفاء هذه الشخصية أي المحرومة من الفضائل، وان يكون دعيّاً كبيراً ومرائياً عظيماً وقد مال - برتراند رسل - الفيلسوف الانجليزي إلى تأييد أفكار - ميكافيللي رغم سقوطها عند الكثير.. ولاشك أن أي إنسان عاقل يدرك أن هذه القاعدة ساقطة ومتهافتة.. معنى هذه القاعدة : (أنه لا مانع من أن يقطع إنسان يد آخر ليجعل من عظم ساعدها عصا لمكنسته، وأن يسلخ جلد إنسان حي ليصنع منه طبلا لسهرة راقصة، وان يحرق مدينه ليتمتع بمشاهدة النار، وان يرتكب الفواحش والاعتداء على الأعراض لإشباع شهوته، وان يأكل أموال الفقراء والأيتام ليكثر ماله.. وهكذا وقد لاحظنا ما فعله اليهود في فلسطين من القتل والتشريد من اجل غايتهم في إنشاء وطن لهم تحت قاعدة الغاية تبرر الوسيلة ! أما الشخصية الميكافيللية فهي باختصار أن يكون الشخص وصولياً، ويتسلق على أكتاف غيرة ليصل مهما كان الثمن، ولكن بتخطيط ودراسة، والميكافيلليون هم الذين يبحثون عن الحق بطرق باطلة وأما موقف الإسلام من هذه القاعدة فكان موقفا منافيا؛ حيث وضع القاعدة الشرعية العظيمة : إن الوسائل لها أحكام المقاصد، بمعنى: أنه إذا كانت الغاية مشروعة فيجب الوصول إليها بوسيلة مشروعة..