المرأة في العدد هي نصف المجتمع، وزواج منها نصف الدين، والجنة تحت اقدامها "الأم" وشقائق الرجال.. اقلب الصفحة أو العقل وترى الضد تماما، حضورها فتنة وصوتها يربك التماسك الايماني والمجتمعي وربما يسبب ازمة دولية. كل شيء تغير وكل شيء استعصى على الثبات واعلن المستحيل على الركود، فلا حياة إلا باشتراطات الحياة ذاتها، كذا نقبل التحدي وكذا يكون الرقي، فإنكار اعتبارات الحضارة يعد انكارا للوجود.. فالدين لله والحياة لله والمرأة من مخلوقات الله، فكيف يقتنع الرجل الذي يمتطي ظهر الشهوات والعبث الاخلاقي، إن المرأة مخلوق آدمي وليست فستانا أو عطرا أو مطبخا، تمتع النظر والمزاج وتشبع البطن.. فالحرب الاخلاقية على المرأة التي حركتها دناءة الاخلاق بعد اقرار توظيفها في البيع في محلات مستلزمات النساء لم تكن من الدين ولا من صالح الدين، فالممانعون ينادون باستخدام السلوك السيئ الذين يحذرون منه "فداوها بدائها" التحرش بالمرأة العاملة لإجبارها على ترك العمل، فالتحرش هو الفعل الوحيد الذي يحمي المرأة من التحرش، انظر كيف يفكر هؤلاء القوم وما هي ادواتهم في التفكير والتخطيط والعيش، فكل ما نتج عن هؤلاء الحاملين لشعارات الهلاك والتخلف والانحدار يمثل ما في أرواحهم من كراهية ومنع وانهزام، والا كيف تكون الدعوة لممارسة التحرش هي الطريقة المثلى لمنع التحرش. الساعة لا تسير عقاربها إلا للخلف وان حدث وتوقفت الحياة، يبدأ الإنسان بدفع عمره ليسدد ديون وخيبات الماضي.. فإن كان بعض القوم يرون في الماضي كل احلامهم وكرامتهم فليرحلوا له ويتركوا اعداء الماضي لحاضرهم يفترسهم ويفترسونه. هنا ولدت حضارة.. "هنا السعودية المرأة والدولة" فالمرأة في هذه البلاد بنت الثقافة الاسلامية والبلد قامت على شرع الله وأولى وظائفها الدفاع عن شرع الله.. ومن العبث والعجز ان تتهم المرأة السعودية بهويتها وانتمائها.. فإن أرادت أن تعيش ضمن اشتراطات الحياة، فلها ذلك لأن في تلك الشروط دليلا على كرامة بني آدم الذي يعرف دينه وانتماءه ".. ولقد كرمنا بني آدم" فكرامة الانسان لا تتحقق عن طريق اهانته مثل صاحب دعوة التحرش بالعاملات. بقي أن نقول إن التفكير بإنشاء هيئة رسمية للمرأة تهيئ لها طريق التنمية والحياة وتخطط لوجودها لم يعد ترفا مع زيادة عدد النساء وزيادة تحديات المعيشة أمامهن، فمقايضة الاخلاق بالعيش التي تبرز كلما أرادت المرأة أن تعيش يجب أن تتوقف من خلال قيام مشروع وطني يؤسس لحياة المرأة على قواعد الدين والكرامة.. فتحديات المستقبل كثيرة امام حياة المرأة وان لم يكن هناك جهاز يواجه هذه التحديات بعقل بصيرة ودين سوف نخسر معركتنا مع تحديات الحضارة، والهزيمة الحضارية تعني الخروج من التاريخ والحياة. فمن أرادها الله ان تكون نصف المجتمع ونصف الدين، لن ترضى إلا بعدل الله الذي عرفت به هذه البلاد.. فهل الدعوة العلنية للتحرش بالنساء تعد جريمة يعاقب عليها الشرع؟ وهل الدعوة الى انشاء هيئة رسمية خاصة بالمرأة تعد الرد المناسب على دعوة التحرش؟ فكر قبل أن تكفر!!