كشفت استشارية سعودية متخصصة في أمراض الدم والأورام لدى الأطفال الدكتورة أروى اليماني، أن 30 في المائة فقط ممن أظهرت فحوصات ما قبل الزواج أنهم يحملون أمراضاً وراثية ترفع احتمالية انتقال تلك الأمراض إلى أبنائهم استجابوا إلى النصائح والإرشادات الطبية بعدم إتمام الزواج بينهم. جاء ذلك خلال المؤتمر السعودي الأول لأمراض الدم الوراثية وزيادة نسبة الحديد الذي استضافته مدينة جدة مؤخراً. وشهد المؤتمر حضور أكثر من 200 طبيب وطبيبة من مختلفة القطاعات الصحية في المملكة من أصحاب الكفاءات العالية، بهدف وضع آلية موحدة للتعامل مع مرضى أمراض الدم وزيادة الحديد. وانتقدت الدكتور اليماني تجاهل المتقدمين للزواج للنصائح الموجهة لهم وإصرارهم على إتمام الزواج على رغم إدراكهم لخطورة ذلك، مشددة على أنه " ليس بمقدور وزارة الصحة منع إتمام الزواج، وكل ما تستطيع فعله هو تقديم النصح والإرشاد فقط". وجددت استشارية أمراض الدم والأورام التأكيد على أهمية فحص ما قبل الزواج، والذي يوضح من هو مصاب أو حامل لأي مرض وراثي وخصوصاً مرض الأنيميا المنجلية، وقالت: "قبل إتمام الزواج يتم نصح الزوجين، وإيضاح مدى خطورة إتمامه، ونسبة إصابة الأطفال والعواقب المترتبة على هذا الزواج". داعية أفراد المجتمع إلى الوعي بأهمية الاستفادة من نتائج فحص ما قبل الزواج. وتحدثت اليماني عن أحدث الطرق لعلاج مرضى الأنيميا المنجلية، ومنها فحص جميع المرضى بهذا المرض بنوع جديد من أنواع الأشعة الصوتية الخاصة بالدماغ، إذ يتم تحديد من سيصاب بالجلطة الدماغية وتفاديها قبل حدوثها، وذلك بعد أن لوحظت إصابة ما لا يقل عن 20 في المائة من مرضى الأنيميا المنجلية بالجلطات الدماغية. ومن جانبه، تحدث أستاذ واستشاري أمراض الدم في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور محمد قاري، عن المؤتمر السعودي الأول لأمراض الدم الوراثية، وقال: إن هذا المؤتمر العلمي يعد ملتقى لأطباء أمراض الدم من جميع مناطق المملكة، يلتقون فيه لدراسة وبحث وطرح آخر المستجدات لعلاج ما يخص مرضى أنيميا البحر المتوسط والأنيميا المنجلية، وتحديد بعض المضاعفات الخاصة بتراكم الحديد، مضيفاً: أن مريض أنيميا البحر المتوسط يحتاج الى نقل دم، ونقل الدم المستمر ينتجه عنه تراكم الحديد.