بدأت تركيا يوم الأربعاء في بناء ثالث جسر يربط بين ساحيلها الأوروبي والآسيوي والذي يمثل حلقة جديدة في سلسلة مشروعات تقدر تكلفتها بعدة مليارات دولار يعتبرها رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان بمثابة تجسيد لتحول بلاده إلى قوة كبرى. وبعد أن قاد اردوغان على مدار عشر سنوات عملية تحويل الاقتصاد التركي من اقتصاد متعثر إلى أسرع الاقتصادات نموا في أوروبا أعطى رئيس الوزراء الأولوية لمجموعة من مشروعات البناء في الوقت الذي تكافح فيه البنية التحتية في تركيا لمواكبة حركة النمو، وبينما ينظر اردوغان إلى دورة انتخابية تنتهي بانتخابات برلمانية في عام 2015 دعا رئيس الوزراء الشركات التركية والإيطالية والكورية المشاركة في المشروع إلى الانتهاء من بناء جسر اسطنبول في غضون عامين، وقال اردوغان أمام حشد ضم آلاف الأشخاص تجمعوا في موقع البناء على شاطئ مضيق البوسفور إلى الشمال من اسطنبول ولوح بعضهم بالعلم التركي "هكذا نبني تركيا القوية." وعن المشروع الذي تبلغ تكلفته ثلاثة مليارات دولار والمقرر أن يكون أوسع وأطول جسر في العالم به طريق بري وسكك حديدية قال اردوغان "من أجل تلال اسطنبول السبع لدينا سبعة مشروعات كبرى أحدها هذا الجسر الذي يمثل ثالث رابط فوق البوسفور" ويتم استثمار 150 مليار ليرة (80 مليار دولار) في مشرعات من بينها ثالث مطار في اسطنبول يوصف بأنه أحد أكبر المطارات في العالم وأنفاق برية وأخرى للسكك الحديدية أسفل مضيق البوسفور وخط للقطارات فائقة السرعة إلى العاصمة أنقرة وقناة للملاحة البحرية تهدف إلى منافسة قناتي بنما والسويس. ويهدف الجسر الجديد إلى تخفيف التكدس المروري في المدينة التي يقطنها 14 مليون نسمة. وكان عدد سكان المدينة يقل بمقدار 2.5 مليون نسمة عندما تم افتتاح جسر البوسفور الأول أمام المرور في عام 1973، وفي ظل توقعات بوصول عدد سكان المدينة إلى 17 مليون نسمة وارتفاع عدد السيارات من ثلاثة ملايين إلى 4.4 مليون سيارة في غضون عشر سنوات تتعرض الحكومة لضغط يدفعها إلى العمل سريعا، وقالت جماعات معنية بالدفاع عن البيئة أن مشروعات الطرق السريعة والمطارات من شأنها أن تسبب أضرارا بالغة إذ تؤدي إلى تدمير مئات الآلاف من الأشجار والإضرار بأحواض المياه الطبيعية غير أن اردوغان نفى هذه الاتهامات.