استشهاد الجندي عبدالمغني الثبيتي في سجن الطائف على يد أحد أعضاء الفئة الضالة، يضعنا أمام حقائق خطيرة ومؤلمة، حقائق نعرفها جيداً عن انحراف الفئة الضالة عن مسار العقيدة الصحيح وشرف الانتماء لهويتنا الوطنية، ولكنها للأسف حقائق لم توجه نظرة البعض في الحكم الواقعي على سلوك أعضاء الفئة الضالة، ولو رجعنا قليلاً إلى الوراء، وبالتحديد إلى مشاهد الاعتراضات –التي تواجدت في بعض الشوارع- على سجن أفراد الفئة الضالة لصدمت قناعات بعضنا اليوم مع قناعاته بالأمس، فمن تعاطف مع اعتراضات أهالي المساجين الضالين لمجرد انهم أسر السجناء، ويجيدون البكاء الدرامي، والقدرة على تمثيل دور الضحية، كيف ستكون قناعتهم اليوم بعد استشهاد عسكري مسلم وشاب له أسرة وبنات يبكين بكل حرقة ومرارة وموت حقيقي؟ وليس بطريقة درامية ماكرة توضح انحدار مستوى المطالب وخيانتها للدين والوطن والحياة والإنسان. فمع هذه المشاهد المرتبكة لا أعرف حقيقة زوجات السجناء اللاتي خرجن بالشوارع من أجل إطلاق سراح أزواجهن هل هن عزين زوجة الشهيد الثبيتي أم هن واسين زوجة القاتل هوساوي؟ ونتساءل أيضا عن بعض الدعاة الذين كانوا ينادون بإطلاق سراح أعضاء الفئة الضالة، وكتبوا البيانات والمطالب، وملأوا ساحات تواجدهم بالصراخ والبكاء، والتُقطت لهم صور مع نساء المساجين، أين استنكاراتهم على مقتل الشهيد على يد من ينادون بإطلاق سراحهم، أم إن العسكري في فكرهم من الكفار الذي يحل قتله.. أحد هؤلاء الدعاة عندما تعرضت الطفلة رهام لحقنها بدم ملوث بمرض الإيدز ذهب إليها وأخذ معه كاميراته، ليسجل اعتراضه على عمل أجهزة الدولة، وهذا عمل جميل ومواسٍ، ولكن ألا يعتقد ان استشهاد موظف أثناء تأدية واجب عمله يستحق أهله واجب العزاء أيضا، أم إن الأمر يحسب" بقتلانا وقتلاكم" والجندي شهيد الوطن، فعزاؤه يكشف الانتماء، ويجعل بيانات مطالبه السابقة تقرأ بتوجهات التيار التي لا تبتعد كثيراً عن توجهات جواسيس طهران. ماذا لو ان العسكري هو الذي قتل السجين هوساوي؟ أثناء دفاعه عن حياته وواجب عمله، كيف سيكون رد فعل تيار العار والندامة، الإجابة أتركها لك عزيزي القارئ، بعدما رأيت صمت دعاة الخراب والمكر والخيانة على جريمة الفئة الضالة التي يتمت الأطفال الأبرياء وزرعت المأساة في طريق حياتهم. استشهاد الجندي الثبيتي حقيقة ربانية شرف بها الله روح الشهيد، وأنصف بها الوطن من ادعاءات أصحاب الفتن والضلالة، فمع إشراقات الحقائق الربانية لا يمكن أن نصدق الدموع الدرامية والبيانات التي لا تكتب اإلا من أجل زيادة شهداء الواجب، وسماع بكاء أيتامهم.