قتل شخصان فجر أمس في تجدد الاشتباكات بين السنة والعلويين في شمال لبنان على خلفية النزاع السوري، ما يرفع حصيلة القتلى في المعارك المتواصلة منذ الاحد الى 28 قتيلا، بحسب ما افاد مصدر امني . وقال المصدر ان "اربعة اشخاص بينهم ثلاثة من منطقة باب التبانة (السنية)، وشخص من منطقة جبل محسن (العلوية) قتلوا فجر السبت واصيب ثمانية بجروح، في الاشتباكات بين الجانبين"، والمستمرة بشكل متقطع منذ الاحد الماضي. واوضح المصدر ان حصيلة القتلى منذ اندلاع المعارك "ارتفعت الى 28 شخصا بينهم عنصران من الجيش اللبناني، وذلك بعد وفاة احد الجرحى في باب التبانة فجر امس متأثرا بجروح اصيب بها في وقت سابق"، مشيرا الى ان عدد الجرحى وصل الى 204 اشخاص. وافاد مراسل فرانس برس في المدينة ان اعمال القنص تجددت مساء الجمعة بعد ساعات من الهدوء، لتتحول مع منتصف الليل الى اشتباكات عنيفة، هدأت قرابة الساعة 4:30 فجر السبت . وقال المراسل ان حدة الاشتباكات تراجعت منذ الصباح، لكن في ظل استمرار اعمال القنص المتبادل بين الطرفين. وتعد هذه المعارك بين باب التبانة السنية المتعاطفة مع المعارضة السورية، وجبل محسن العلوية المؤيدة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، الاكثر حدة منذ اعوام طويلة. وقتل الخميس 11 شخصا في المعارك، في حصيلة هي الاعلى ليوم واحد منذ بدء الاشتباكات التي تستخدم فيها مختلف انواع الاسلحة، من القذائف الصاروخية وقذائف الهاون والاسلحة الرشاشة. وشهدت المدينة منذ بدء النزاع السوري، سلسلة من اعمال العنف التي ادت الى سقوط قتلى وجرحى، في انعكاس لانقسام لبنان بين مؤيدين للنظام السوري ابرزهم حزب الله الشيعي، ومتعاطفين مع المعارضة السورية. في شأن لبناني اخر دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، امس، الى عدم افساح المجال لإسرائيل للنفاذ الى الداخل اللبناني لمحاولة زعزعة الأمن. وقال ميقاتي في بيان بمناسبة الذكرى ال 13 لتحرير الجنوب من الإحتلال الإسرائيلي "ان تعزيز هذا الانتصار (يكون) بعدم الإفساح في المجال للعدو الاسرائيلي للنفاذ مجددا الى الداخل اللبناني ومحاولة زعزعة الأمن والاستقرار فيه". وأضاف "أن العبرة الأساسية التي يجب ان نستخلصها في هذه الذكرى هي وجوب تضافر جهود جميع اللبنانيين وتوحّدهم حول الثوابت التي تحمي وطنهم، لأن الشرذمة القائمة لا تخدم إلا أعداء لبنان". واعتبر أن "ذكرى تحرير الجنوب والبقاع الغربي من الاحتلال الاسرائيلي تشكل يوما وطنيا مجيدا في تاريخ لبنان المعاصر أثبت للعالم أن شعباً يتمسك بحقه ويقاوم في سبيله، هو شعب يستحق الحياة والكرامة". وقال ميقاتي إن "هذه الذكرى يجب أن تشكل حافزا لنا للمضي في تعزيز وحدتنا الوطنية، لأنها السبيل الوحيد لتعزيز سلطة الدولة القوية الحاضنة للجميع وإفشال المؤامرات التي تستهدف النيل من امن لبنان واستقراره". وحيا "ذكرى الشهداء الذين سقطوا على أرض الجنوب وحققوا هزيمة العدو"، وشدد على "أهمية وعي اللبنانيين لمواجهة محاولات العدو المستمرة للنيل من وحدتنا وسيادتنا واستقلالنا وحقنا في إستثمار ثرواتنا الطبيعية لاسيما المياه والنفط والغاز وممارسة سيادتنا على كل شبر من ارضنا ومن حقوقنا".