السيّد «كولن مانينغ» مدير مدرسة في بريطانيا ومنسّق العلاقات بين مدارس مدينة مانشستر الانجليزية ومدارس مدينة جدة السعودية قال في حديث لوكالة الانباء السعودية ( إن عدداً كبيراً من التلاميذ «الانجليز» قد تذوقوا طعاماً سعودياً وشاركوا بانفسهم في الرقص وتشابكت ايديهم مع ايدي الأطفال والشباب السعوديين الذين كانوا يؤدون الرقصات وان ذلك لن يمّحي من ذاكرة هؤلاء الأطفال) تم ذلك المشهد الانساني المتسامح في مهرجان الأيام السعودية المقام هذه الأيام في حدائق هيتون بارك في مدينة مانشستر كخطوة علاقات عامّة ذكية نفّذتها سفارة بلادنا في بريطانيا وكم نحن في هذا الزمن بالذات بحاجة لخطوات كثيرة من هذا النوع حتى يمكن إزالة القذى الذي لطّخ سمعتنا كسعوديين في نظر العالم بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر المشؤومة تلك التي أساءت كثيراً للعرب والمسلمين في جميع أصقاع المعمورة بمباركة من شيوخ الكهوف وعاشقي(مساءات) الاشلاء والدماء وسماع أنين الثكالى والايتام، يؤكد السيد (مانينغ) أن المعرض قد ساعد الأطفال والمواطنين البريطانيين بصفة عامّة في التعرّف على الفرق بين الاسلام الحقيقي والثقافة الاسلامية المعتدلة وبين ايديولوجية الكراهية التي يعتنقها مثل الذين نفّذوا التفجيرات الارهابية بمدينة لندن هذا الشهر . في واقع الأمر نحن كأمّة لسنا بحاجة الى أكثر من أن نقول للعالم بأننا بشر اسوياء مثلنا مثل بقيّة الشعوب ولا يمكن لثلّة ممسوسة خرجت عن سويّة البشر أن تمثّل صورتنا أوفكرنا أو حتى لوناً من ألوان طيف هذه الأمّة التي يُثبت تاريخها على الدوام انها لم تكن يوماً في موقف عداء مع أحد بل إن مواطن هذه الأرض معروف بتسامحه وكرمه ومساعدته للغريب وقبوله للدخيل ووقوفه بجانب المحتاج، بمعنى لسنا بحاجة لإثبات انسانيتنا فالامثله والشواهد كثيرة على أن ماحدث خلال السنوات القليلة الماضية لا يمكن أن يجرّنا كمجتمع الى مواطن الشبهات ولا مواقع الاتهام ومهما فعل (ثلّة) من ممسوخي العقول من بني جلدتنا من أفعال وحشيّة أو قالوا من منكر القول وقبيحه فذلك لايعني قبولاً من الغالبية العظمى لأهل هذه البلاد أسوياء العقل سمحي السلوك. ما أود التأكيد عليه هنا هو مدى تأثير مثل تلك الفعاليات من فنون شعبية ورقصات فلكلورية في التعريف بنا لدى الآخر وخصوصاً تلك الشعوب والمجتمعات التي تحترم الثقافات وتجلّ الفنون حيث رقيّ الانسان وتحضّره يتضحان من خلال منتجاته الفكرية والفنية فهي لاتحتاج الى (ترجمان) ليفكّ طلاسمها بل تصل رسائلها واشاراتها مباشرة الى العقول والأرواح دون وسيط، أذكر أن عدّة آلاف من الشعب الألماني الذين زاروا معرض الكتاب في فرانكفورت قبل اشهر مضت قد بُهروا وهم يشاهدون فرقة من شباب الوطن يؤدون وصلات غنائية وفقرات من الفلكلور الشعبي الراقص وقد لمحت في اعينهم تساؤلات عن هذا الذي يرونه فهل حقاً يوجد في بلاد يعتنق (بعض) من شبابها ايديولوجية الكراهية ويمارسون القتل وحزّ رقاب الاجانب مثل هؤلاء الشباب الأسوياء عاشقي الفن والثقافة المعتدلة؟؟.. صفّق الالمان طويلاً لشباب الوطن الذين حملوا رسالة تسامح وصداقة كما يصفّق الانجليز اليوم لذات الشباب في بريطانيا فمزيداً من تلك الرسائل المطرّزة بزخارف الصدق عنوانها بلد التسامح.