أشياء كثيرة توسدت الافكار ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي هذا الموسم عن اجواء الاختبارات، السفر وحفلات الزفاف المختلفة. من يصدق بدء التحول الاجتماعي في رؤاه لمظاهر الاحتفال بالزواج لدرجة التغيير في المكان والزمان المعتاد بكل هذا التباين؟ ففي حركة قيل إنها الاولى من نوعها أقام احد الشباب حفل زفافه على كورنيش جدة، متحديا الظروف الصعبة وتكاليف الزواج المرتفعة حيث دعا اصدقاءه وعائلته عبر موقع التواصل الاجتماعي الفيس البوك إلى الحضور ومشاركته الاحتفال بزفافه على الكورنيش. وهي بادرة لم تكن متوقعة رغم شرح الاسباب بشجاعة مفهومة في ظل الغلاء الحاصل خاصة في المواسم. وفي الفيديو المصاحب للخبر ذكر ارقاما متواضعة لتكاليف الحفل البسيط. وبدا القبول الاجتماعي للمناسبة واضحا وتوقع البعض تكرارها في المستقبل. اما زينة الاخبار المشابهة فكان من نصيب عائلة بالجبيل قررت في سابقة لم يعهدها المجتمع، اقامة حفل زفاف ابنتها في الفترة الصباحية بدءاً من العاشرة صباحا وتنتهي بوجبة الغداء في سابقة غير معهودة من المجتمع السعودي كما جاء في ذكر الخبر في جريدة الرياض مؤخرا. وبصراحة فإن الخبر بدا مدهشا رغم توقع البادرة لدى الكثيرات لنوعية الارهاق الذي يصاحب الظاهرة الليلية، ووفقا للخبر فإن ذلك حدث نتيجة للعديد من المشاكل التي تصاحب حفلات الزفاف المسائية واهمها السهر بالطبع لما بعد منتصف الليل خاصة فيما يتعلق بالجانب النسائي، وكذلك صعوبة توفر قاعات الافراح المرغوبة مع ارتفاع تكلفتها، وغيرها من المشكلات المادية والنفسية. ويقول والد الفتاة بانه تم الاتفاق مع اهل العريس على اقامة حفل الزفاف صباحا مع ضمان صالة العرس بسهولة وبتكلفة منخفضة إلا انهم يخشون عدم حضور كافة المدعوين لعدم اعتيادهم حضور عرس صباحي. وهذا قد يكون صحيحا للبعض لكن ليس للجميع بالطبع. فلا احد بمقدوره تجاهل نوع الارهاق المصاحب لتلبية دعوة حفل زفاف تنتهي بالسهر حتى اذان الفجر وفتح البوفيه " العشاء" في تلك الساعة. وتقول قريبة انها تشعر عند العودة لبيتهم فجر اليوم التالي وكأنها أتت من رحلة سفر امتدت عشرات الساعات ويجب عليها ان تنتظر عدة ايام كي تنتظم ساعتها البيولوجية المعتادة فباتت تعتذر عن حضور مناسبات الاعراس او تذهب لساعتين او اكثر قليلا وتنصرف حتى قبل ان ترى العروس. أما بدء التحول إلى الاحتفال صباحاً فإن الجميع سوف يرحب لا شك لمرونة الزمن المختار، وسهولة إدخاله في جدول حياة الناس الطبيعي. كما ان هناك تغيرا سيطال ملامح الاعتياد المعروفة فيما يخص الملابس وصور الاحتفال ما يجعلني أتذكر كيف في حفلات الزفاف في قطر مثلا تبقى النساء مرتديات عباءاتهن، وقد تكون مناسبة للحدث، بينما يظهر اهل العروس او العريس بملابس السهرة. ولا يعني هذا في جميع الحالات او المجتمعات الخليجية غير أن زمن الاحتفال لا يبقي عندهم حتى ساعات النهار التالي كما في بعض مدننا. وفي النهاية لابد أن نتذكر أن التغير الجديد سيعني راحة وبالتالي قدرة على الاحتفاء بشكل أجمل وأكثر تميزاً..