قد تستغرب حين تسمع أن الصحة التي هي هاجس كل إنسان تبدأ بمعلومة، فمعلومة واحدة قد تحافظ على صحتك حين تعرفها وتعيها، وقد يحصل العكس حين تغيب هذه المعلومة، فيتصرف الإنسان بطريقة خاطئة مما يؤثر سلباً على صحته، ونحن في هذه الصفحة نهتم كثيراً بهذا النوع من المعلومات ونركز على جانب واحد من صحة الإنسان في كل أسبوع. في هذا العدد جاء التركيز على نقص خلايا الدم الشامل كما جاء الحديث عن علاقته بالمناعة والجهاز المناعي وحيث تكررت كلمة المناعة والجهاز المناعي كثيراً أردت أن ألقي الضوء على هذا الجهاز الذي في الحقيقة هو ليس جهازاً عضوياً بمعنى لا يوجد جهاز يمكن رؤيته فمثلاً العمود الفقري، الجهاز البولي والقلب وغيره هي أجهزة يمكن رؤيتها بينما جهاز المناعة هو منظومة من العمليات الحيوية التي تقوم بها أعضاء وخلايا وجسيمات داخل الجسم بغرض حمايته من الأمراض والسموم والميكروبات والجسيمات الغريبة. والمناعة نوعان الأولى هي المناعة الطبيعية موجودة حتى قبل الولادة خلال المرحلة الجنينية وهي مناعة الأم المنتقلة إلى الجنين، ويتميز نظام المناعة الطبيعية بأن كل خلية أو جزيء فيه يعمل ضد عدد كبير ومتنوع من الميكروبات والجراثيم ولكن فقط حسب التمييز بين ما هو ذاتي أي تابع للجسم أو ما هو جسيم غريب عن الجسم وهنا يتم التعامل معه وتحييده، والثانية هي المناعة المكتسبة هي مناعة يتم اكتسابها خلال حياة الإنسان بعد تعرضه للعديد من البكتيريا والفيروسات، كما أنها تكتسب من خلال اللقاحات والتطعيمات. فما تتعرض له في حياتك وما تتعاطاه من أدوية ولقاحات وغذاء وما تمارسه من أنشطة له دور في بناء جهازك المناعي. * التثقيف الصحي