في حلقة برنامج "الأسبوع في ساعة" على قناة روتانا خليجية التي بُثتْ يوم الجمعة الماضي تحدث ضيوف الحلقة وكاتب هذه السطور أحدهم عن قصة الزائر السعودي الذي أثار شكوك رجال الأمن في أمريكا بسبب قدر ضغط كاتم كان ضمن أغراضه وجواز سفر منزوع منه ورقتان. قلت بأن القضية ليست مثلما أشار أحد الزملاء إلى أن السلطات الأمريكية تترصد أيّ سعودي بمعنى أصبح لديهم (سعودي فوبيا) لا أظن ذلك بل الواقع يقول إن بعضنا ينقل فوضويته ولامبالاته التي تعوّد عليها هنا، ينقلها معه أينما حلّ وارتحل. والدليل مطارات دول العالم وما يحدث فيها من مخالفات أو تجاوزات من قبل بعض ربعنا وعدم جديتهم في إعطاء المعلومات الصحيحة لرجال الجمارك أو الجوازات. إذا سمحت الظروف للبعض بأن يمارس فوضى في الانضباطية هُنا فلن تسمح الظروف هناك إلا بأن ينضبط. عدم الانضباط بالقوانين ومدلولاتها يعني التعرض للمساءلة والضبط والمحاكمة. لا أتحدث عن هذه القضية تحديدا فلربما كان صاحبنا بالفعل يجهل قوانين أمريكا، أو لم يُقدّر الموقف جيدا خصوصا بعد حادثة ماراثون بوسطن والتي استُخدِم فيها قدر كاتم للتفجير كالذي جلبه الشاب السعودي من أجل وجبة كبسة سعودية فيما يبدو. حينما كنت أعمل في جهاز المرور كان الزملاء ضباط المرور في دول مجلس التعاون ينقلون لنا معاناتهم من فوضوية ربعنا حينما يذهبون بسياراتهم إلى تلك الدول ولعل البعض منكم لازال يذكر عدد السعوديين الذين تعرضوا للتوقيف والمساءلة في دولة الإمارات قبل عدة أشهر بسبب مخالفاتهم لقانون المرور هناك. كما أن الفريق ضاحي خلفان مدير عام الشرطة قد اقترح تنفيذ برامج لتوعية سائقي السيارات السعوديين الزائرين لدبي وهذا أمر مؤسف أن تصل بنا الحال إلى هذه المرحلة. كثيرا ما نسمع السؤال عن عدم انضباط المواطن هنا بينما يكون في الخارج بأتم التزامه بالأنظمة والقوانين والجواب بكل بساطة أنه هنا قد يضمن عدم تطبيق العقوبة بحقه بسبب نفوذ الأقارب والمعارف والأصدقاء إنما هناك سيكون عرضة للعقاب لا محالة حيث لا واسطة أو نفوذ معارف كما أن البيئة العامة تساعد على الفوضى هنا بينما تساعد على الانضباط هناك. القلّة فقط هم الذين ينقلون فوضاهم معهم ما يؤدي إلى تشويه سمعة البلاد وأهلها. الانضباط سلوك وثقافة وما لم يتم غرسهما في مفاهيم الصغار فلن نتوقع إلا مزيداً من الفوضى كما أن ممارسة بعض الآباء للفوضى وعدم التقيد بالأنظمة والقوانين أمام أنظار أولادهم يزيد من الطين بلّه..