افتتح مؤخرا مهرجان "كان السينمائي الدولي" السنوي في دورته السادسة والستين، حيث كان أول الأفلام الرسمية المتنافسة في إطار الأعمال الطويلة المؤهلة لنيل السعفة الذهبية التي عرضت بعد حفل افتتاح المهرجان هو فلم "غاتسبي" للمخرج الأسترالي باز لورمان، حيث يحكي الفيلم قصة ثري أمريكي عاش في بديات القرن الماضي تربطه علاقة غرام صاخبة مع امرأة وتتحول شيئا فشيئا إلى مأساة، والفيلم مستمد من رواية عنوانها "غاتسبي الرائع" كان الكاتب الأمريكي الراحل فرانسيس سكوت فيتزجيرالد قد نشرها عام 1925 التي يلعب الممثل الأمريكي الشهير ليوناردو دي كابريو دور البطولة في الفلم. وفي هذه الدورة يترأس المخرج والسيناريست والمنتج الأمريكي ستيفن سبيلبيرغ لجنة تحكيم المسابقة الرسمية التي نجد ضمن تركيبتها الممثلة والمنتجة السينمائية الأسترالية نيكول كيدمان، ويشعر رئيس لجنة التحكيم خلال هذه الدروة بالفرح لأسباب كثيرة، منها أن هذه الدورة السادسة والستين تذكره بأنه وصل إلى سن السادسة والستين، وبالتالي فإنه يقول مازحا إنه يتمنى أن يظل عمر المهرجان من عمره، وهو الرئيس الأمريكي الثالث الذي يتولى قيادة لجنة التحكيم الرسمية بالنسبة إلى الأفلام الطويلة خلال السنوات الأربع الأخيرة بعد تيم بورتن وروبرت دي نيرو. كما يلاحظ أن السنيما الإيرانية حاضرة في أفلام المسابقة الرسمية العشرين والمتنافسة للحصول على السعفة العربية عبر فلم عنوانه "الماضي" وهو إنتاج إيراني فرنسي مشترك، ومخرجه هو أصغر فرهادي، وقد أصبح في السنوات الأخيرة من سفراء السينما الإيرانية التي تتميز بالتجديد والإبداع الخلاق، حيث يتطرق الفلم إلى خبايا علاقة بين إيراني تزوج من فرنسية وذهب إلى باريس بعد انفصالهما عن بعضهما عن بعض لمدة خمس سنوات بهدف إتمام إجراءات الطلاق. أما العربي الوحيد المشارك في المسابقة الرسمية فهو التونسي عبد اللطيف كشيش، وهو يحمل - أيضا - الجنسية الفرنسية، ويشارك في المهرجان باسم فرنسا لا باسم تونس من خلال فلم عنوانه " حياة أديل" ويستعرض فيه إلى يوميات شابة باريسية في مرحلة حرجة هي مرحلة المرور من سن المراهقة إلى سن الرشد، وقد عرف كشيش الذي يقيم ويعمل في فرنسا بجرأته في التطرق إلى مواضيع ليست بالضرورة متعلقة بالهجرة، حيث نال جوائز كثيرة من قبل تقديرا لهذه الجرأة وأسلوبه المميز في الإخراج. كما يمثل العرب - أيضا - في المهرجان خارج المسابقة الرسمية وبالتحديد في خانة " نظرة ما" المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد بفلم "عمر" الذي يدون لمنطق الاحتلال الإسرائيلي من خلال قصة حب يعيشها فلسطيني مضطر إلى استنباط طرق عديدة لقطع الجدار العازل والوصول إلى حبيبته.. تجدر الإشارة إلى أن صحفا كثيرة فرنسية تحدثت عن هذا الأثر بوصفه أول إنتاج سينمائي يمول بأموال فلسطينية ولكنها لم تتفطن إلى منجز آخر حققه الفلسطينيون من خلال إدراج اسم فلسطين في كل الملصقات والنشرات الدعائية الرسمية وغير الرسمية المتعلقة بالأفلام المعروضة في المسابقة الرسمية وفي تظاهرات المهرجان الأخرى. ستيفن سبيلبيرغ