مستقبل تقنية المعلومات يشير إلى مزيد من التطور، مزيد من التفاعل بين مختلف البشر، فاليوم يبلغ عدد مستخدمي الإنترنت في العالم 2 مليار مستخدم من أصل 6 مليارات، ما يحتم التفكير في المستقبل بمزيد من التأمل مع ازدياد عدد مستخدمي الإنترنت مستقبلاً. في ظل ما هو قائم، هل نقول بأننا سنعيش في عالمين الأول افتراضي والآخر واقعي، وبشكل أكثر وضوحا يتقاطعان في حالات، وتتمايزان في حالات أخر؟ هل نقول بأن العالم الافتراضي سيصنع واقعاً مختلفاً يمكن أن نطلق عليه المواطنة الافتراضية ؟ وهل سينشأ اقتصاد متخصص يمكن أن يطلق عليه اقتصاد شبكات التواصل الاجتماعي لاسيما وأن البعض بات يرى أن شبكات التواصل الاجتماعي هي الإنترنت، هل نقول بأن تقنية المعلومات وتحديداً شبكات التواصل الاجتماعي باتت سلطة خامسة تقوم بدور الرقابة على السلطة الرابعة والسلطات الثلاث الأخر؟ هل سنشهد مزيداً من التقنية المتسارعة التي ستغير واقع سوق العمل، وتقلل من استخدام الكوادر البشرية على حساب تقنية المعلومات لاسيما وأنها اليوم عبر الأجهزة الذكية تتيح تحويل النصوص الصوتية إلى لغة مكتوبة محركها سرعة الإنجاز والتي حتماً ستصنع واقعاً مختلفاً لسوق العمل، هل نقول بأن التواصل الافتراضي يمكن أن يوفر فرص عمل للأجيال في ظل ارتفاع عدد مستخدميه داخلياً وحول العالم؟ هل نقول بأن معادلة التأثر والتأثير اختلفت وستختلف بشكل أكبر مستقبلا؟ وهل نقول بأن الرقابة بمفهومها التقليدي تغيرت وستتغير بشكل أكبر؟ هل من الأفضل تهيئة القطاع العام للتفاعل بشكل أكبر عبر شبكات التواصل الاجتماعي ليس لتبرير مستوى الخدمات المقدمة بل لإبراز ما لديهم من إنجازات ولاستيعاب ما يريده المستفيدون من خدمات أجهزة القطاع العام ما يرفع من كفاءة التشغيل التي ستنعكس على واقع الوطن والمجتمع ومستقبل الأجيال؟ هل لازلنا نقول بأهمية إعداد دراسات مستقبلية حول مستقبل التواصل الافتراضي ودور إنسان المستقبل في صناعة حاضره؟ هل علينا إعداد سياسة خارجية للتفاعل مع العالم الافتراضي؟ وصناعة أجيال قادرة على إيصال رسالة وطنية مختلفة للعالم عبر شبكات التواصل الاجتماعي ؟ كل ذلك وأكثر يحتم سرعة ومرونة التفكير في المستقبل! إن المستقبل يشيرُ إلى عدد لامحدود من المتغيرات، تلغي مفاهيم تقليدية لتستبدلها بأخرى افتراضية بدأت تغير طريقة حياة المجتمعات على اختلاف مستويات تقدمها، ولزاماً من أجل مستقبل أفضل أن تؤخذ هذه المتغيرات بعين الاعتبار.