لم تتمكن البريطانية الصغيرة "ليلي كرانكيل" فور ولادتها بوزن يقل عن 2,5 كيلو غرام من التنفس لمدة ثلاثين دقيقة بسبب الارتفاع الشديد في درجة حرارة جسمها ليقرر الأطباء حينها - وفي مسعى سريع لإنقاذ حياتها - تجميدها فعلياً. وعمد الأطباء إلى وضعها ولفها في كيس خاص مليء بالثلج للمساعدة على خفض درجة حرارتها وحماية دماغها من التلف. وبقيت الصغيرة "ليلي" في ذلك الوضع داخل الكيس الخاص لمدة ثلاثة أيام مما ساعد - بمشيئة الله - ثم بفضل الطريقة التي طبقها الأطباء على خفض حرارة جسمها وعودتها للمعدل الطبيعي ومنع دماغها من التورم والتلف. وتقول والدتها "ريبيكا هاسلر" معلقة على ما حدث لابنتها: "ما حدث كان معجزة حقيقية، "كنت قلقة من فكرة تجميدها ولكن في الحقيقة كانت تلك الطريقة هي أملها الوحيد في النجاة كما أخبرنا الأطباء). وأضافت الأم ريبيكا: " تملكني رعب بعد ولادتها مباشرة حين لم تصرخ ولم تبك كحال بقية الأطفال وأخبرني الأطباء بأنها لا تتنفس ليتم نقلها على وجه السرعة إلى وحدة العناية الفائقة ولم أصدق حين أخبروني بأنها احتاجت إلى 30 دقيقة لتبدأ بالتنفس". وكان السبب الرئيسي في الحالة الطبية التي وُلدت بها "ليلي" هي إصابة والدتها في أواخر فترة حملها بتسمم الحمل مما اضطر الأطباء إلى تسريع عملية ولادتها طبياً وذلك لانقاذ حياة الأم وجنينها من هذا الداء الذي من المحتمل أن تتطور مضاعفاته إلى عواقب صحية وخيمة للأم والطفل معاً. وقالت ريبيكا: "في الحقيقة بعدما أخبرني الأطباء عن حالتي الصحية الخطيرة خشيت على طفلتي كثيراً وخصوصاً أنها كانت لا تتحرك كثيراً عندما كنت حاملاً بها وبعد قرار الأطباء بتعجيل ولادتها وبدء علاجها الذي استغرق عدة أيام لم أتمكن فيها من لمسها ومعانقتها بدأت أفزع من فكرة فقدان ابنتي البكر حتى جاء ذلك اليوم الذي استطعت فيه حملها بيدي ولم أشعر بالراحة التامة إلا بعد انتهاء فترة علاجها في المستشفى والتي استغرقت حوالي الأسبوعين عندما ذهبت بها إلى المنزل لنبدأ سوية حياتنا الطبيعية كعائلة جديدة". واليوم وبعد بلوغ "ليلي" عمر الثلاث سنوات ورغم صغر حجم بنيتها فهي تعيش حياتها بشكل طبيعي تماماً بعد تعافيها وشفائها الكامل - بإرادة الله - ثم بفضل طريقة التجميد التي طبقها الأطباء في علاجها وساعدت في بقائها على قيد الحياة وحماية دماغها من الأضرار التي كان من الممكن أن تصاب بها لو لم يتم فعل ذلك.